في مدينة صغيرة يعيشان. هو في الثلاثين من العمر وهي في الخامسة والعشرين. وقد جمعهما الحب النقي منذ خمسة أعوام. كل الناس يعرفون بعلاقتهما المميزة المكشوفة على الملأ من خلال لقاءاتهما المتعددة مساءً في الشوارع العامة أو في كافتيريا “البنفسج” التي يدعوها الجميع بكافتيريا العشاق. وفي إحدى هذه اللقاءات دار بينهما الحوار التالي:
هو: لماذا عندما أراك، يخفق قلبي بشدة وكأنه يريد أن يخرج من بين أضلاعي؟ هل هو الحب؟
هي: لا أعلم!
هو: لماذا حين أكلمك يرتعش صوتي وترتجف أطرافي وكأني في امتحان للشهادة الثانوية مادة الرياضيات؟ هل هو الحب؟
هي: لا أعلم!
هو: لماذا حين أجلس قبالتك، تحمر خدودي وتصبح كبندورة بلدية، ويندفع الدم في عروقي بسرعة سيارات “الفورمولا وان”؟ هل لأن الأدرينالين اللعين في جسمي حساس ولا يخضع لسيطرتي؟
هي: لا أعلم!
هو: لماذا حين أسمعك شعراً لنزار قباني تبتسمين؟ أو شعراً من تأليفي تضحكين؟ أو شعراً عامودياً جاهلياً تصمتين؟ هل لأني لا أجيد الإفصاح عن مشاعري بلغة مباشرة بعيداً عن الترميز؟
هي: لا أعلم!
هو: لماذا حين أكلمك عن وضعي المادي المتوسط، وبأني مازلت أكون نفسي منذ سنوات، وأني ربما أضطر إلى تأجيل خطوبتي منك إلى أجل غير معلوم تصابين باليأس؟ وتصمتين ولا تردين؟ وتستعجلين إنهاء اللقاء بحجة أنك تأخرت في العودة إلى المنزل؟ هل لأني لا أجيد رسم صورة زاهية لمستقبلنا القادم؟
هي: لا أعلم! لا أعلم!…
هو: لماذا عندما أغير الموضوع بسرعة البرق، وأنه ربما أزور أهلك في العيد الكبير القادم كي أعطيهم وعدي الأكيد بأني لك، وأنك لي حتى لو انقلبت الدنيا، تعود البسمة إلى وجهك الصغير، ويورق الياسمين على خديك النضرين؟ هل هذا يرضيك يا حبيبتي؟
هي: نعم يرضيني يا…!
هو: ماذا؟ هل نسيتِ الكلمة المناسبة؟
هي: سأخبرك لاحقاً. في اللقاء القادم ! هذا وعد!.
منقول