كنا ونحن في مدرسة الهجرة المتوسطة نطير فرحا حينما تكون الحصة مكتبة وغالبا في جدول الحصص الأسبوعي توجد حصتين مع بعض مكتبة .
حصة المكتبة تعني لنا الكثير .. تعنى لنا محمد عبدالحليم عبدالله . تعنى العقاد .. تعنى طه حسين .. على الجارم .
يوجد بالمكتبة حوالى الخمسين كتابا .. بمعدل كتاب لكل طالب .. تقرأ بصورة دورية .. وبنهاية العام تكون قرأت مامجموعه 50 كتابا .. ذخيرة من العلم والمعرفة.. في سن غضــة . ولكن ماشدنا الى حصة المكتبة في ذلك الزمن الجميل .. الأستاذ الأجمل القامة (استاذ محمد عبدالله عبدالله الياس ( الشهير بالدبل ) هذا الرائع .. تتلمذت على يده في المرحلة المتوسطة أستاذ لمادة اللغة العربية .. وما لاانساه ابدا . حينما يقرأ لنا من كتابه الخاص الذي يحضره معه .. ( مذكرات طبيبة شابة ) .. للرائعة صاحبة الفكر التقدمي المتحرر .. الممنوع دخول كتبها الى جميع الدول العربية .. وحتى هذه اللحظة انها الدكتورة ( نوال السعــداوي ) .. وكيف انها ذكرت في ذلك الكتاب عادات ومعتقدات الريف المصري ..
من الختان والزواج والشرف واشياء أخرى . نحن في تلك السن الغضة .. تقرأ علينا مثل تلك الكتب الجميلة .. ونقرأ لكل العمالقة الذين ذكرتهم أعلاه . مما جعلنا نذخر بقيم جمالية رائعة .. شكلت الوجدان .. أنه الإطلاع والمعرفة العميقة ياسادة .
الآن فقط عرفت لماذا تدهور التعليم في بلدي ..

الهجرة المتوسطة بنين كانت من المعالم البارزة جدافى الهدى لغاية منتصف الثمانينات فى القرن الماضى وكان بها صفوة من اساتذة وطلاب اخى طارق محطاتك دايما مثيرة ياريت نقيف هنا شوية انت وابناء جيلك وهم كثر فى هذا الحوش الواسع فهيا افيضوا علينا من نبع المعرفة .

لازلت استذكر ياطارق قصه المكتبه هذه ففي مدرستنا في منطقه الحلاوين كنا نحضر نحن الكتب من البيت يعني ماعندنا مكتبه زيكم... ونتبادل الكتب فيما بيننا اذا خلص احدنا من كتابه..
اذكر في احدي الحصص كان لزاما علينا احضار الكتب علي الا يكون قد احضرته في مره سابقه
فما كان مني الا ان اسعي للبحث عن كتاب باي شكل كان .. فذهبت لست الفول والتسالي فقد كانت شابه عسوله نتعامل معها انا واخوتي اذا لم يكن في الجيب قرش .. فاثناء ما كنت بجوارها وقع بصري علي كتاب لم اكن اعرف اسمه فقد حمدت ربي علي انه كتاب والسلام رفعت الكتاب وانا اتطلع الي اسمه فقد كان اسمه التربيه الوطنيه اخذت منها الكتاب علي ان استبدله منها ببعض الجرايد التي تستفيد منها في تعبئه الفول والتسالي .
ذهبت للمدرسه وانا اطير من الفرح لاني اخيرا قد حصلت علي الكتاب فقد اتحليت من جلده كانت محققه في ذلك اليوم... اصبحت اتتوق شوقا لحصه المكتبه حتي اخرج كتابي للملا واضحك علي بعض الزملا وهم يتالمون في شده الجلد..
في الحصه جاء الاستاذ وكالعاده بدا في حصر الكتب اخذ الورقه والقلم وبدا في كتابه اسم الطالب واسم الكتاب الذي معه ومولف الكتاب...
وجاء الدور علي العبد لله
اها انت هناك
ايوه يااستاذ
اسمك
حسن اسماعيل
اسم الكتاب
التربيه الوطنيه
المولف منو
لا يوجد ياستاذ
انت متاكده ده اسم الكتاب
تصببت عرقا وانا اتلقي الكلمات الاخيره من الاستاذ فقط بدات اشك في اسم الكتاب الا انني تحاملت علي نفسي ويداي ترتجفان وانا احاول ان اتعرف علي اسم الكتاب مره اخري ولكني لم اجد غير التربيه الوطنيه
كررها لي تانيه
انت متاكد ياحسن
بصوت ضعيف وفيه كتير من التردد ايوه يااستاذ
مالك عرقان كده هسي انت
ممممم مافي شي بس كنت بلعب كوره في فتره الفسحه
مافي مولف كيف يعني
كدي اتاكد من المولف
وانا اقلب الكتاب راسا علي عقب لابحث عن المولف حتي انني فتحت الصفحات الداخليه من شده الخوف
ياود كتابك ده الكاتبو منو
لم اتردد وانا احاول ان اجد مخرج للورطه هذه فقد كان هنالك شعار كبير في اعلي الصفحه مكتوب عليه
بخت الرضا ....
وهنا اقترب الاستاذ مني كما اقترب او كاد فلبي علي التوفق.....
فقد اتضح اخيرا ان الكتاب يتبع لاداره المناهج يعني كتاب مدرسي وكان ممنوعا علينا قرات الكتب المدرسيه في هذه الحصه بالذات
واخير لابد مما ليس منه بد فقد اخذت نصيبي من الجلد وبالمضاعف كمان
ههههههههههههههههه
اهي اهي اهي اهي

تشكر ياود المامون
وانت تجول بنا من المهجر الي الهجره المتوسه تلك المدرسه العملاقه
التي خرجت عباقره في ذاك الزمان وبها معلمون مهره امثال بله محمد علي الفضل مدير المدرسه .علمونا الانضباط عندما يحضر المدير في الصباح قبل الطابور يقف جميع الطلاب وإذ لم تراه عند وقوفهم تحث بان المعلم او المدير قد حضر .
واما عن حصص المكتبه مافي احلا
منها والجمعيات الادبيه بقيادة ايهاب الكناني
والدورات المدرسيه وهي اقوي مدرسه في ذاك الزمان ولاعبين مهره امثال محمد الحاج وايهاب فضل الله وياسر محمد سايمان وعندما نهزم مدرسة العقدة وهي المنافس الوحيد لنا
ومن الطرائف كل طلاب مدرسه يشجعون بادب ..هجره هجره يا مدرسه لعب فن وهندسه
وحملنا كاسات اصبحت معلقه في مكتب المدير والشعارات من جميع المدارس الاخري
والان اصبحت بدل الهجره بقت اساس .الكتب والكاسات اصبحت ذكري للتاريخ.
لك التحيه بالزكريات الجميله والتحيه موصوله للاخ بلال مامون.

عندما حضرنا بعدكم اخى ابووضاح وجدنا حصة المكتبة تغيرت معالمها شيئا حيث يجلس الطلاب مستمعين،لانحسار عدد الكتب ،ويقرأ علينا استاذنا الراحل المقيم (بشرى عبدالله) رحمه الله رحمة واسعة ، من رواية عنترة بن شداد مع شىء من الشرح لبيئة وملامح العهد الجاهلى،وكنا مشدودين وتغلب علينا الدهشة من اساطير الرواية، غرست فينا حصة المكتبة حب القراءة وهواية الاطلاع ،ولكن للاسف الشديد ما ان خرجنا نبحث عن الكتب فى المكتبات فاذا بحياة الكفاف تقف عائقا امام اغتناء كثير من الكتب ،ولذلك اعتمدنا على عملية استلاف وتبادل الكتب بين الاصدقاء وحقا انها عملية ممتعة وفيها فرصة لتبادل الافكار والرؤى فى تلك الفترة النى تميزت برحابة الحياة والالفة بين الناس،لك التحية ابووضاح وانت تذكرنا بماضى جميل وذوشجون

لك الشكر حبيبي أبو وضاح
نحمد لك فعاليتك ونشاطك لإثراء المنتدى
مدرسة الهجرة تصادف مرحلة تكوين الشخصية وإثبات الذات
حقيقة أجمل ما في هذه المرحلة تبادل الكتب والألغاز
وأكثر حاجة مشوقة مناقشة الأخوان للكتب التي طالعوها
وبتكون مغيوظ لما يتناقشوا ويحللوا كتاب أو لغز انت ما قريتو
يديك دافع كبير لكي تتحصل عليه وتقراهو

الأخ صلاح الشيخ
اشكرك ياحبيب على المرور .. المرحلة المتوسطة وأن تكون في الهجرة المتوسطة من أجمل وأمتع المحطات في حياتنا .. نحمل لها من الذكريات والحنين الشىء الجميل.
في ذلك الزمن الوارف .. الأخضر . وماتجود به الذاكرة سوف نسطره على جدار هذا المنتدى .

أجدد لك التحية

الأخ حسن
لك التحية .
وأشكر لك مرورك الرائع الجميل .. لقد إختلف الحال على زمانكم وزماننا .. كثيرا ..
وبرضو رغم محاولاتك لم تنجو من العلقة وأخذت نصيبك بالزيادة ..جايب كتاب تربية وطنية من ست الفول ياحسن .. تستاهل ..

الأخ الحبيب محمد الطيب إبراهيم
اشكرك على مرورك الجميل الرائع ..
فعلا هي رحلة تحمل في طياتها ..الشباب الغض النضير .. تحمل الذكريات الجميلة .. من المهجر الى الهجرة ..
وهي أيام لاتنسي . جمعيات أدبية .. جرائد الحائط .. المسابقات الرياضية .. الأنضباط .. المظاهرات .. الردى والقميص .. الطابور .. دفتر المستشفي .. والحضور والغياب .. أيام خالدة في الذاكرة باقية .

الأخ الحبيب ابو زينب
لك التحية يازول ياجميل ..على مرورك الأكثر من رائع ونترحم على روح أستاذنا المقيم الراحل ( بشرى عبدالله)تغمد الله روحه الجنة .. لقد إختلف الحال فعلا .. بالإضافة الى عدد الكتب المتوفر في المكتبة .. أيضا على كل طالب تلخيص ما استفاده من الكتاب امام الطلاب ..ومناقشة الأفكار معه .. مما يغرس في الطالب الشجاعة الأدبية والمواجهة للرد .. إنه حقا زمن جميل .
وأيضا تبادل الكتب والمجلات وبالذات المجلات المصرية القديمة تجد رواج بيننا وذلك لضيق الحال أحيانا .. وعدم التمكن من الشراء .. في حركة ثقافية دؤوبة .

أجدد لك التحية .. وأرجو أن تتحفنا بمواضيعك الرشيقة رشاقة قلمك المميز .

الأخ علاء الدين السني
لك التحية .
شكرا على مرورك الرائع الجميل .. وفعلا هذه حقيقة مرحلة المتوسطة هي مرحلة تكوين الشخصية والإطلاع حتى الألغاز وكتب المغامرات لها متابعيها . وما اروعها من مرحلة وفترة جميلة في حياة الناس .
لك محبتي .