السلام عليكم ورحمة الله وبركااته
فإن للصيام حكماً جليلة، وفوائد عظيمة، وسنناً وآداباً كثيرة، اذا عرفها المسلم وتأدب بها، فاز بإكمال هذا الركن العظيم من أركان الاسلام.
أولا: حكم وفواءد الصيام:
1) الصوم عبادة يتقرب بها العبد الى ربه بترك محبوباه المجبول على محبتها من طعام وشراب ونكاح، لينال بذلك رضا ربه والفوز بدار كرامه.
2) وفي الصيام ممارسة ضبط النفس، والسيطرة عليها،والتحكم فيها، والاخ بزمامها الى ما فيه خيرها وسعادها وفلاحها في العاجل والاجل، حتى يصبر المرء نفسه على فعل الطاعات وترك الشهوات.
3) ومن حكم الصيام انه سبب للتقوى، إذا قام الصائم بواجب صيامه. قال تعالى { يأيها الذين ءامنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون } البقرة .. فالصائم مأمور بتقوى الله_ عز وجل_ وهي امتثال امره ، واجتناب نهيه، وذلك هو المقصود الاعظم بالصيام، وليس المقصود تعذيب الصائم بترك الاكل والشرب والنكاح، قال النبي صلى الله عليه وسلم " من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه " رواه البخاري
4) ومن حكم الصيام أن الغني يعرف قدر نعمة الله عليه بالغنى، حيث ان الله تعالى قد يسر له الحصول على ما يشتهي من طعام وشراب ونكاح،ويذكر أخاه الفقير الذي لا يتيسر له الحصول على ذلك، فيجود عليه بالصدقة والاحسان.
5) ومن حكم الصيام ما يحصل من الفوائد الصحية، الناتجة عن تقليل الطعام وإراحة الجهاز الهضمي فرة معينة، وترسب بعض الفضلات والرطوبات الضارة بالجسم وغير ذلك.
6) ومن فوائد الصيام أنه يعود الانسان الصبر والتحمل والجلد، لأنه يحمله على ترك مألوفاته، ومفارقة شهواته عن طواعية واختيار.
7) ومن فوائد الصيام أنه يسهل على الصائم فعل الطاعات.
ومن فوائد الصيام أنه يرقق القلب ويلينه لذكر الله عز وجل، ويقطع عنه الشواغل.
9) ومن فوائد الصيام أنه ربما يحدث في قلب العبد محبة للطاعات، وبغضاً للمعاصي بصفة مستمرة.
10) ومن فوائد الصيام أنه منهج رائع للتغيير، وطريق واضح للجندية، وهو يقوي الارادة، وينشئ الاخلاق الرفيعة، ويحقق الاطمئنان النفسي.
11) ومن فوائد الصيام أنه يخفف حدة الشهوة، وقد جعل النبي صلى الله عليه وسلم الصوم للشباب وجاء، أي مخففاً من حدة الشهوة، كما في قوله صلى الله عليه وسلم " يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء "
12) ومن فوائد الصيام اعتياد النظام ودقة المواعيد، مما يعالج فوضى الكثيرين لو عقلوا.
ثانياً: آداب ومسنونات الصيام:
1) المبادرة بالفطر عند تحقق الغروب، لحديث سهل بن سعد رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر " متفق عليه.
2) الفطر على رطب أو مر أو ماء، فعن أنس رضي الله عنه قال: " كان النبي صلى الله عليه وسلم يفطر قبل أن يصلي على رطبات، فإن لم تكن رطبات فتميرات، فإن لم تكن تميرات حسا حسوات من ماء " رواه الرمذي وصححه الالباني .
3) الدعاء عند الافطار، اعلم أخي الصائم أن لك دعوة مستجابة عند فطرك، فعن عبدالله بن عمرو بن العاص قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن للصائم عند فطره دعوة ما رد " رواه ابن ماجه والحاكم.
فلتكن لك_ أخي _ دعوة صادقة عند فطرك في كل يوم من رمضان.
4) تأخير السحور والحرص عليه، فعن أبي هريرة وابن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " تسحروا فإن في السحور بركة "
5) كف اللسان والجوارح عن المحارم، ومن آداب الصيام: الاعتناء بكف اللسان عما لا خير فيه من الكلام، كالكذبوالنميمة والغيبة و المشاتمة، وكل كلام قبيح، وكذا كف نفسه وبدنه عن سائر الشهوات والمحرمات، قال صلى الله عليه وسلم: " الصيام جنة، فإذا كان يوم صوم أحدكم، يرفث ولا يجهل، فإن امرؤ قاتله أو شاتمه فليقل: إني صائم " متفق عليه.
6) تفطير الصائمين، إن الاسلام دين البر والاحسان والمواساة، ولهذا فقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على تفطير الصائمين، فقال عليه الصلاة والسلام: " من فطر صائماً فله مثل أجره، غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيء "
وكان كثير من السلف يؤثر غيره بفطوره، وربما بات طاوياً.
وكان عمر لا يفطر الإ مع اليتامى والمساكين.
كثرة الصدقة والجود، فقد كان الرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان، حين يلقاه جبريل فيدارسه القرآن، وكان جبريل يلقاه كل ليلة فيدارسه القرآن، " فلرسول الله صلى الله عليه سلم حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة " متفق عليه.
كثرة تلاوة القرآن، يسن الاكثار من تلاوة القرآن في شهر رمضان، لانه شهر القرآن كما قال سبحانه: { شهر رمضان الذي أنزل فيه القرءان هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان } البقرة.
9)قيام الليل، يسن قيام الليل جماعة في رمضان، وهي صلاة التراويح، ووقتها من بعد العشاء الى طلوع الفجر، وقد رغب النبي صلى الله عليه وسلم في قيام رمضان حيث قال: " من قام رمضان إيماناً واحتساباً، غفر له ما تقدم من ذنبه " متفق عليه.
10) الاعتكاف، فقد كا النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف في العشر الاواخر من رمضان، فلما كان العام الذي قبض فيه اعتكف عشرين يوماً.
ولان المراد من الاعتكاف هو التفرغ لطاعة الله والبعد عن شؤون الدنيا من بيع وشراء وتجارة وغيرها.
11) تحري ليلة القدر، فقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على تحري ليلة القدر فقال صلى الله عليه وسلم: " تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الاواخر من رمضان " متفق عليه.
وكان النبي صلى الله عليه سلم يعتكف ففي العشر الاواخر من رمضان تحرياً لليلة القدر. ورغب صلى الله عليه وسلم في قيامها فقال:" من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه " متفق عليه.
12) العمرة في رمضان، ومما يتأكد استحبابه في رمضان العمرة فيه لقول النبي صلى الله عليه وسلم: " عمرة في رمضان تعدل حجة_ أو قال _: حجة معي " رواه البخاري.