لحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
كانت هناك رابطة أبناء الهدى في ثمانينات القرن الماضى في العاصمة القومية وكانت نشطة جداً وكانت عضويتها تشمل جميع أبناء الهدى طلاب وأبناء عاملين كان على رأس اللجنة التنفيذية الباشمهندس محمدأحمد إلياس ومن الطلاب الشهيد عبد الرحمن الهادي طيب الله ثراه ، والصادق الشريقاوي وبشرى عبد الحليم ومبارك أبكر وصديق المهل وعادل عبد الله مهاجر وابراهيم محمد الهادي وحاتم ابراهيم السنوسي ، وكان هؤلاء جمعياً شعلة من النشاط ، إلا إنهم كانوا في السنوات الدراسية الأخيرة في الجامعة ، ومن الأبناء العاملين الأحباب الكرام الأمين خلف الله وشيخ الدين مدثر ومهدي عبد القادر مدثر وصديق حمد المقبول وآخرون.
جاءت فكرة فصل الرابطة إلى رابطتين رابطة طلاب ورابطة أبناء ، كان الطلاب يقومون بالأنشطة الثقافية والإجتماعية والكورسات الصيفية ، وكان الأبناء العاملين يتكفلون بالدعم المادي وتغطية النفقات المهم كان الجميع متفاهمين ومتاغمين وحريصين على خدمة الهدى ومواطن الهدى ، قد ابتدعوا فكرة اليوم الأسري وكانت ناجحة جداً رغم أن الأسر لم تكن كثيرة في الخرطوم في تلك الفترة .
هنالك عوامل أدت لتوقف نشاط الرابطة لا أريد أن أقول وفاتها ، أول هذه العوامل فكرة الفصل النوعي للرابطة (الانفصال دايما مشكلة) حيث أن الأبناء من العاملين غير الطلاب ليس لديهم الوقت الكافي لمتابعة وتنفيذ برامج الرابطة ، والطلاب يحتاجون إلى الدعم المادي لتنفيذ أنشطتهم وبرامجهم ، وجاء عامل آخر ألا وهو تخرج جميع أو غالب الإخوة في اللجنة التنفيذية للرابطة في عام واحد فكانت نهاية رابطة أبناء الهدى وسيرتها العطرة .
ثمة تجمع آخر هناك في معهد شمبات الزراعي رفد من هذه الرابطة العملاقة لكن اتجهة نشاطه إلى خدمة رابطة المعهد الأكاديمية ، و سرعانما تحول نشاطه إلى نشاط سياسي وانتهت الفكرة بتخرج أصحابها ، كان به ثلة من أبناء الهدى صنعوا تاريخ لهذه المعهد وهم الشهيد عبد الرحمن الهادي ، خالد أحمد عيسى إبراهيم محمد الهادي عادل عبد الله مهاجر فتح الرحمن حمد النيل ، الصادق عبدالله مهاجر ، وكان يسكن معهم الصادق خالد عبدالقادر ، وكان المعهد بهذه الثلة المتميزة إستراحة لكل أبناء الهدى وكان عزانا الوحيد في فقدنا الكبير الرابطة.
تمر الأيام والسنوات وليس هنالك جسم يمثل الهدى لا طلاب ولا أبناء ، فهم أشتات بلا عنوان وبلا دليل وبلا هوية وأفكارهم شتات ، ليس هذا من قلة فطلاب الهدى في الجامعات لا يقلون عن 50 في تلك الفترة في الجامعات المختلفة وفي جميع الكليات وفي زيادة مطردة بمرور الزمن ولكن بلا عنوان وبلا دليل وبلا هوية ، والحسرة تملأ قلوبنا أستغفر الله العظيم .
على المستوى الفردي تحركت أنا بشخصي الضعيف مع رابطة طلاب غرب الجزيرة بجامعة الخرطوم ، وروابط طلاب الجزيرة فقمنا بتكوين اتحاد يضم جميع روابط الجزيرة سمى (إتحاد روابط الجزيرة بالجامعات والمعاهد العليا) ، وتم تكليفي فيه بالسكرتارية المالية ، وقمنا بجولة في الخرطوم وأخرى في مدينة ودمدني للترويج للاتحاد ، وإيجاد موارد له ، ولكن هذا الاتحاد مات في رحم أمه ولم ينفذ برنامجاً واحداً (بليلة الكتيرة ما بتفور) .
ويمضي الزمان ونحن في هذه الظلمة إلى أن أطلت علينا رابطة للطلاب تحمل بشريات الأمل لغد مشرق لطلاب الهدى بالجامعات ولأبناء الهدى بالعاصمة تفاءلنا بهم خيراً أن يعيدوا الرابطة لسيرتها الأولى ولم يخيبوا ظننا وهم نخبة طيبة من الشباب المتجرد المتفاني من هؤلاء الأحباب وليد عبدالله الطيب وحسبو الخزين وعلي أبشنب وعبدالرحمن عبدالقادر مدثر والفاضل علي أحمد الصباحي وعاصم أبكر فريحة ومحمد عبد القيوم والصادق الهادي الأمين ، هؤلاء ربما يكونوا في فترات مختلفة لكن هم الذين احتكينا بهم في عمل الجمعية لاحقاً.
وفي اجتماع مبارك لرابطة طلاب الهدى بالجامعات والمعاهد العليا انعقد بتاريخ 25/8/2000 في مكتب البروفيسور سيف حمد بوزارة الري ، جاءنا الإخوة الطلاب بقرار عمل يوم أسري وكان الموضوع فكرة حتى يكون نواة لجسم يمثل أبناء الهدى، لم أكن وقتها في الرابطة ولكن كنت متابع أخبارها بحكم قرب موقع عملي (دار الهاتف) ولتواصل الإخوة حسبو الخزين ووليد عبد الله وعلي أبشنب معي . تصادف وجود الأخ الصادق السني حضوراً بالخرطوم ، تحرك الأحباب بهمة ونشاط ، وقاموا باتصالات مكثفة جداً بأبناء الهدى المنفعلين والمتفاعلين بقضاياها ، المهم بدون سرد للتفاصيل والمعاناة في عملية تحصيل التكلفة والدعاية والإعلان وإعداد البرنامج لهذا اليوم ، والتوجس من فشل اليوم وعدم الحضور، تحرك الأحباب ، وكانت المفاجأة الكبرى أن إلتأم الجمع في اليوم الأسري بجناين طلب بالفكي هاشم بعد توفيق الله عز وجل وبعزيمة وإصرار الإخوة الطلاب ، كان الحضور كثيفاً ومميزاً ، يعتبر أكبر حشد لأبناء الهدى الموجودين في الخرطوم أسر وأفراد ، كان الجو أسرياً مشحون بالود والترحاب ومفعم بروح ونكهة الهدى ، كأن الناس كانوا ينتظرون مثل هذا الجمع الفريد . وينظر الإخوة الذين أعدوا لهذا اليوم بعمق وبحسرة وأسى "إجتمع الأحباب وسوف يتفرقون اليوم وينفض السامر ويكون هذا اليوم كحلم جميل يخطر عليهم في خيالهم أو في منامهم " لا لا يجب أن تكون هناك ثمرة طيب لهذا اليوم الطيب فجاءت فكرة إحياء رابطة أبناء الهدى .

الأخ أبوهدى السخى كما الخريف ،نشكر لك هذا السردالتاريخى الجميل لروابط ابناء الهدى بتقلباتها علوا وهبوطامع تغيير الاحوال ،وبصراحة أثناء القراءة شعرت بأسى شديد لحالة التشتت التى تمر بها أجيال اليوم ،والتدهور المريع لمستوى الهم بالشأن العام للبلد،ربما نجد العذر فى الشماعة العامة ايضا وتدهور حالة السودان وإنعكاساته على المجتمعات ومنظماتها المدنية،ولكن يجب أن تكون هناك ابسط صور التضامن ،هذا المنتدى الرحيب هو جزء من ذاك الهم ونأمل أن تبدأ من خلاله جذوة التلاحم والتصافى ،أنسوا ما مضى ولنبدأ من جديد بنظرة متفائلة للمستقبل وبرؤية مفتوحة بتلاقح أفكار وإستصحاب تجارب تربطنا محبةبلاحدود،يجب ان نحب بعضنا رغم عيوبناونقبل بعضنا على علاتنا، فليست هناك شخص كامل أو معصوم فلاتدعوا للفرقة فرصة لأن القوة فى التوحد ولاوحدة بلا حب صافى ونقى،لك التحية أخى علاء الدين وينك يا اخى إفتقدناك فى رمضان نسأل الله لنا ولكم القبول