نبذه عن الشاعر
الشاعر السوداني المرهف إدريس محمد جماع من مواليد مدينة حلفاية الملوك (1922م) ، و توفي عام 1980، نال الليسانس في اللغة العربية من دار العلوم بمصر و دبلوم التربية ....و عمل في التعليم ....
تخرج في كلية دار العلوم، وعمل مدرساً فى معهد التربية بمدينة شندى شمال الخرطوم ثم ببخت الرضا بمدينة الدويم...
سافر عام 1946 والتحق بمعهد المعلمين بالزيتون فى مصر،وعاد سنة 1952 الى السودان وعمل معلما بمعهد التربية بشندى ثم انتقل الى مرسة الخرطوم بحرى الثانوية...
من أروع أبيااااااته:
((أنت السماء بدت لنا ... واستعصمت بالبعد عنا))
من قصيدة أنت السماء....
ومن أبياتها:
أعلى الجمال تغار منا ماذا عليك إذا نظرنا
هي نظرة تنسى الوقار وتسعد الروح المعنّى
دنياي أنت وفرحتي ومنى الفؤاد اذا تمنّى
أنتَ السماءُ بدتْ لـنا واستعصمتْ بالبعدِ عنا
هلاَّ رحـمتَ مـتيمـا عصفت به الأشواق وهنا
وهفت به الذكرى فطاف مع الدجى مغنى فمغنى
هـزته مـنك مـحاسن غنى بها لـمّـَا تـغنَّى
يا شعلةً طافتْ خواطرنا حَوَالَيْها وطــفنــا
أنـسـت فيكَ قداسةً ولــمستُ إشراقاً وفناً
ونظـُرتُ فـى عينيكِ آفاقاً وأسـراراً ومعـنى
كلّمْ عهـوداً فى الصـبا وأسألْ عهـوداً كيف كـُنا
كـمْ باللقا سمـحتْ لنا كـمْ بالطهارةِ ظللـتنا
ذهـبَ الصـبا بعُهودِهِ ليتَ الطِـفُوْلةَ عـاودتنا
<<<قصيدة رااائعة .... بكل بيت من أياتها...للأسف ما أمداني ألقاها كاملة
عندما يصف المحب المحبوبة بالسماء، فهذا يعنى أن الوصول إليها مستحيل، وهذا وصف يبدو أن جماع قد تميز به عن غيره من سائر الشعراء والعشاق في عمق الايقاع وحرارة الانفاس.
وقد لمس في محبوبته قداسة ولمس فيها إشراقا و فنّا.
والقداسة هنا قداسة الحب وليست قداسة العبادة والفرق بينهما واضح وكبير. إذ أن في قداسة العبادة التجلى والتبتل.
وهذا أبلغ أبيات فى الشعر الحديث..
ان حظى كدقيق فوق شوك نثروه
ثم قالوا لحفاة يوم ريح اجمعوه
صعب الأمر عليهم ثم قالوا اتركوه
ان من أشقاه ربى كيف أنتم تسعدوه
عُرف عن الشاعر بأنه مرهف الحس سريع فى نظم الشعر بارع فى صياغته، وكان كثير التأمل فى الجمال،
خاض جماع تجربة الحب مرة واحدة في حياته، عاشها بكل احساسه وجوارحه ووجدانه، وكانت تجربة قاسية مرة،
دخل رياض الحب و صدح وغنى ولكنه عجز عن الوصول الى هدفه وغايته فمحبوبته صارت الى غيره وخيم عليه الحزن والياس الى درك صعب الاحتمال وشن هجوما على نفسة وهو الذى كان يسمو ويحدق فى سماوات الحب وكان يقول لمحبوبته...
في ربيع الحب
فى ربيع الحب كنا نتساقى ونغنى
نتناجى ونناجى الطير من غصن لغصن
ثم ضاع الأمس منى
وانطوى بالقلب حسرة
اننا طيفان فى حلم سماوى سرينا
واعتصرنا نشوة العمر ولكن ما ارتوينا
انه الحب فلا تسأل ولا تعتب علينا
كانت الجنة مأوانا فضاعت من يدينا
ثم ضاع الامس منى
وانطوى بالقلب حسرة
أطلقت روحى من الأشجان ما كان سجينا
أنا ذوبت فؤادى لك لحنا وأنينا
فارحم العود اذا غنوا به لحنا حزينا
ثم ضاع الامس منى
وانطوى بالقلب حسرة
ليس لى غير إبتساماتك من زاد وخمر
بسمة منك تشع النور فى ظلمات دهرى
وتعيد الماء والأزهار فى صحراء عمرى
ثم ضاع الامس منى
وانطوى بالقلب حسرة
_________________