وقفت امام الباب كباقة زهر ليودعك الاصيل ويرشف منك زاد السفر ...وتبسمت لآلي البحار وانشق كبد القمر ... وملأ صدرك افق الوجود وانهمرالمزن مطر مطر ... وعيناك حين تجولت انحدر حزن البشر ...

وارتوي عطشي الصحاري رقصت الجدران وصفقت اوراق الشجر ... رياك عندما انتشر وسري عبر الدروب وسال جداول من عطر...وحينما مر علي القبور انتشي الموتي وجرت الشواهد خلف الاثر ...

وقال الصالحون نسيم الفردوس حضر ...وقال الطالحون قد تبدلت سقر ... وقلت لهم نوموا ياواهمون تلك نفحة من بشر...وقفت فقال الفلاسفة تلك الحقيقة فهيا زفوا الخبر...وقال المنجمون هذا امر جلل ها قد نزل القمر ...

وصاح شيخنا العجوز فوق المئذنه علي جبينها استراح القمر ...فوقع هاجعا لا حراك فقد اصابه سهم النظر ...وصفق الزراع من بدء الدهر ...مرحبا بالمطر مرحبا بالمطر ...وقال الدراويش هذا المهدي المنتظر ......

وقطع الكون لسان الكلام وقال مرحبا بكوكبي العائد بعد طول السفر ..لكن قد خجلت كل المدارات عن علاك فاين المقر..فوقفت انا نائبا عن كل البشر ..وقلت عيناي المدار وقلبي المستقر..وقفت فكان امتحان شعري ان يخلق الصور.....