الاحباب الكرام اعجبني الموضوع وجدته في ملتقي البحرين ما رأيكم فيما تناوله الموضوع من مدرسة فكرية وهل هي موجودة عندنا في السودان ؟ اعتقد أن كل مشاكل السودان الحالية ناتجة عن الأقصاء -- والي الموضوع ---
هي مدرسة تعتمد في جوهر منهجها على إقصاء ألآخر بكل الوسائل الممكنة كي تظل الساحة خالية إلا لمن ينتمي الى تلك المدرسة فكرا وعشيرة وإقليما , لأنه لو كان المنتمي يفقد أحد عناصر الأنتماء " الفكر والعشيرة والأقليم " فلن يتمتع بنفس المميزات التي يتمتع بها كل من يملك كل العناصر. قد يتمتع ببعض تلك المميزات إلا أنه سيظل تابعا وليس شريكا في القيادة. ومنهج مدرسة الأقصاء يتبع عدة وسائل لأقصاء الآخر وهي:

وسيلة الأقصاء الديني

وسيلة الأقصاء المذهبي

وسيلة الاقصاء الفكري

وسيلة الأقصاء القبلي

وسيلة الأقصاء الأقليمي

وسيلة الأقصاء المناطقي.

وكل من يتعلم في مدرسة الأقصاء ليس بالضروري أن يكون ممن يملك نزعة اقصاء الآخر أو ينتمي الى نفس الفكر الايديلوجي لتلك المدرسة, إلا أنه عندما يتخرج من تلك المدرسة يصبح إقصائيا سواء بفكر نفس المدرسة أو بفكره الأساسي كردة فعل لما تعلمه في مدرسة الأقصاء , وهذا هدف من أهم أهداف مدرسة الأقصاء , أن يكون كل من يتعلم في مدرسة الأقصاء إقصائيا ضد الآخر أيا كان ذلك الآخر كي يظل صاحب المدرسة الأقصائية متمكنا من السيطرة والتحكم.
وكلما تمكن صاحب الفكر الاقصائي من استغلال وسائل الاقصاء ضد من يريد السيطرة عليه , كلما شعر بنشوة الانتصار حتى يتخيل أنه الحق وغيره الباطل, وهو الخير وغيره الشر , وهو الوحيد الذي يملك كل مفاتيح الحقيقة. لتتحول فكرة إقصاء الآخر الى إلغاءه ونبذه , حيث تتضخم الذات عند الأقصائي الى المستوى الذي يرى أنه يمثل ذاتا إلهية تخوله عمل ما يريد بالآخر الذي لا يوافقه رأيا أو فكرا , ليصبح كالنار التي تلتهم كل ما حولها وعندما لا تجد ما تلتهمه تلتهم ذاتها لتتحول في الأخير الى رماد!
الأقصائي: ينطلق في منهجه من " جوع مزمن " الى الفكر المستنير والأرث الحضاري الراقي والقيم الانسانية التي تحترم الانسان ككيان ولا تنظر له كأداة لأشباع نقص في الذات المريضة.
وذلك الجوع المزمن يصبح دافعا قويا للأقصائي كي يعتقد أنه على حق في إقصاءه لغيره حتى يشبع جوعه , إلا أنه يجهل أن إشباع الجوع الفكري والحضاري والانساني لا يتم إلا بالانسجام مع الآخر في فكره وقيمه وحضارته , وأنه كلما تمادى في الأقصاء كلما ازداد جوعا حتى تصيبه المجاعة الحضارية فيسقط فقير الفكر , عاري القيم الانسانية , جائع العقل , ويستحيل أن يتجاوب مع محاولات الانقاذ من الآخر , لأنه أصبح ذا فصيلة فكرية لا تنسجم مع فصيلة الآخر.

حينها يموت الاقصائي وتنقرض فصيلته!!


لمزيد من المعلومات
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

على الناس أن تتعامل مع الإختلاف لأنه سنة .. كما وأن الله وهب الناس العقل والإلهام لسمو ورقي الغايات الإنسانية .. ولا يجب أن نتعامل مع الإنسان حسب مايحمله من فكر وإنما حسب قيمه الإنسانية

الإقصاء أزمة كبيرة نعيشها اليوم في مجتمعنا العربي والإسلامي.
وللأسف في السودان لدينا إقصاء ممنهج؛ هذا الإسلوب هو المسئول الأول عن المشاكل التي يعيشها السودان.
ودوننا أهل الحكم الذين لا يريدون أن يشاركهم أحد ليس في السلطة أو الثروة؛ ولكن في كيفية الخروج من الأزمات التي نعيشها.
وقد قال قائدهم في إجتماع مع كبار الضباط في القوات المسلحة، عندما بدأت مشكلة دارفور : أن الحل إذا كان عند - فلان - فالأفضل أمريكا!.
وهذا يكشف إلي حد كبير مدي وجود الإقصاء بصورة عميقة في وطننا المنكوب.
ولكن بصورة عامة الإسلام وضع حلاً لهذه المشكلة؛ وأذكر أن عمر بن الخطاب عندما كان حاكماً، سأله أحد الرعية عن مسألة فقهية، فلم يجب عمر علي تلك المسألة، وبعد عدة آيام إلتقي عمر بذلك الشخص، فقال له: ما الذي حدث بالنسبة لمسألتك.
قال الرجل: أفتاني زيد بكذا، وأفتاني علي بكذا.
فقال عمر : لو كنت أنا لأفتيتك بكذا، ورأي عمر كان مخالفاً لرأي زيد وعلي.
فقال الرجل: إذاً يا أمير المؤمنين أمض برأيك.
فقال عمر: يا هذا لوكنت أردك إلي كتاب الله وسنة رسوله لكان ذلك، ولكني أردك إلي رأيي والرأي مشترك.
فما أجمل هذا الحديث العذب من شخص شرب من معين الوحي، وأستنشق من هواء النبؤة، وهضم أساليب النبي صلي الله عليه وسلم في الحكمة والموعظة الحسنة.
فيا حبيب هيثم نحتاج لمثل هذه المعاني، والتاريخ لا يُقرأ من أجل التسلية؛ بل من أجل إستخلاص المعاني، وتكييفها مع واقعنا المعاصر.
ولك محبتي.

حقا لك التحية اخي هيثم وانت تطوف وتنقح لتأتي للمنتدي بمواضيع تحتاج حقا للنقاش وعصير الفكر (المركذ) ولكم يسعدني ان اكون مشاركا هناك اناس منطق الحوار معهم يرتكز علي مبدأ من حقي ان اتكلم ومن واجبك ان تسمع ...>>>>

الحبيب الزبير
اشكرك علي التعليق وأراك تتفق معي أن مشاكل السودان كلها من الإقصاء للاخر وهيا نتفاكر ونتشاور ونناقش بدون إقصاء
ودمت

الأستاذ مضوى لك التحية والتقدير
الموضوع يحتاج الي الكثير من البحث والدراسة
ولك تحياتي

راي صواب لايحتمل الخطأ ورايك خطأ لا يحتمل الصواب فدائما نحول الخلاف مع الاخر الي صراع ومعارضه مما تنتج عنه البغضاء والشعور بالظلم وقد نكون علي خلاف في بعض الامور ونكن كلنا علي صواب .....ولكم مودتي

مضوي عبدالرحمن كتب:

راي صواب لايحتمل الخطأ ورايك خطأ لا يحتمل الصواب فدائما نحول الخلاف مع الاخر الي صراع ومعارضه مما تنتج عنه البغضاء والشعور بالظلم وقد نكون علي خلاف في بعض الامور ونكن كلنا علي صواب .....ولكم مودتي

هذا فهم راقي ولكن المشكلة لا يطبق ولا يعمل به الناس اصبحت في عصر ( سياسة كسير التلج و التملق والتمسح وقليل من يقيم الفكر الثاقب , و الزمن دا لو داير تقول كلمة حق الا تركب دبابةوتشيل معاك مدفع , حتي كلمة الحق لو كانت في موضوع بسيط كل الناس بتحب الشكرة
ولك ودي

الاحباب الكرام لاهمية الموضوع وما له من أبعد نواصل طرح ما وجدناه من نتائج بحث عن الإقصاء واليكم هذا الموضوع
الإقصاء..إعدام رمزي


قلم :خيري منصور

قد تعني كلمة الإقصاء لغوياً الاستبعاد، لكنها لم تعد كذلك، في عصر صراع الهويات والعودة إلى أيديولوجيا السطو والاستيلاء بالقوة، فالإقصاء إعدام وحذف، خصوصاً عندما تُختزل الهوية في كونها مجرد النقيض للآخر الذي يهددها.
والصهيونية قد لا تكون المثال الوحيد في هذا السياق وإن كانت أكثر الأمثلة تجسداً وتسلحاً في الإقصاء، ومحاولة محو الآخر، والآخر بالنسبة لليهودي ليس العربي فقط، إنه حسب أدبيات الفلسفة المنقطعة والمعزولة عن التاريخ، الإنسانية كلها، فالبشر "جوييم" أو أمميون، تختلط هوياتهم وتُهمش وكأنها مجرد ظلال لحدود الهوية اليهودية.
وكلما أثير سؤال الهوية اليهودية، يعاد إلى الأدراج ثانية، لأن هذا السؤال من شأنه كما أعلن نتنياهو في أكثر من مناسبة أن يجعل يهوداً مقابل يهود آخرين، فمن ولدوا في الدولة العبرية، ليسوا هم يهود المنفى، وقد لا يكون المقياس الذي يحتكم إليه لتحديد منسوب يهودية اليهودي واضحاً.
وهذا هو السبب الأول والأخير أيضاً الذي دفع حكومة نتنياهو إلى طي صفحة هذا السؤال وإرجائه. إن كل فكر عنصري أو عرقي، هو مُنتجٌ بالضرورة للإقصاء، وللحكم بالإعدام على من يُطرح بوصفه نقيضاً.
وقد كان إسحق دويتشر سبّاقاً إلى طرح السؤال المحرّم في الأدبيات اللاهوتية لليهود في كتابه الإشكالي المسمى "اليهودي اللايهودي"، الذي أثار حفيظة يهود ماركسيين في روسيا، لكنه أثار حنق الدولة العبرية. وتروي تامارا زوجة دويتشر أن بن غوريون رفض مصافحة زوجها لأنه يهودي عاقّ حسب التصنيفات الصهيونية.

الإقصاء، يفتضح تخوف من يمارسه، وقد يكون تعبيراً عن هشاشة وضعف في الثقة بالذات أكثر من أي شيء آخر، لأن الخائف من التعايش هو الخائف من الذوبان، لهذا يلوذ بمختلف الاحتياطيات الأيديولوجية، والخرافات أيضاً كي يبني حوله سوراً واقياً، لهذا كان الكاتب اليهودي "أفي شلايم" قد كتب عن الجدار الحديدي أو السور العنصري قبل أعوام عديدة من تنفيذه على نحو مادي.

والإقصاء هو قرين العزلة، لأن من يرى فيه حماية للذات، هو الذي قرر أن العزلة وحدها هي التي تؤمن له البقاء على قيد التاريخ.

وتكاد معظم الثقافات التي تتأسس على رؤى وتصورات عرقية أن ترى في الانفصال عن البشر، والإقامة خارج مدارهم التاريخي مشروعاً مقدساً، بعكس الثقافات ذات الدينامية الواثقة والامتصاصية التي تغتني بالتلاقح، ويثريها التنوع رغم أنه تجليات للجذر العميق الواحد.



وإذا أضفنا العنف الوقائي إلى الإقصاء والعزلة، فإن الثالوث يكتمل، ويحدث الافتراق الحاسم بين من قرر الإقصاء ومن ثم إقصاؤهم سواء بالمعنى الرمزي أو بالفعل.

وأول تناقض يقع فيه المنعزل الذي يتشرنق داخل أيديولوجيا أو تصور عرقي هو أن الجيتوهات التي يقترحها حلاً وخلاصاً لنفسه، تصبح أيضاً من حصة الآخرين، وينعدم الحوار حتى في أدنى حدوده بين المنعزلات التي تحوّل الجغرافيا كلها إلى سلسلة من الخنادق المتقابلة.



وقد تكون هناك تفاسير تاريخية وفلسفية للإقصاء، منها الاقتصادي والثقافي، وحتى الأسطوري في مراحل ما قبل التاريخ، لكن العوامل التي تعزز فلسفة الإقصاء قد تتراجع، ويتخطاها الزمن بينما لا يزول معها الإقصاء بصفته حصيلة لها لأنه في نهاية المطاف راسبٌ نفسي، وشذوذ يسهل رصده.

وقد تكون الصراعات عبر التاريخ شكلاً من أشكال الإقصاء المتبادل، أو الإعدام المتبادل، لأنها إن لم تكن حروباً دفاعية، ومشروعة فهي حروب مجانية، وهي الحلبة التي تشهد اختلاف اللصوص كي يتضح المسروق ولو بعد حين!

ولا أدري لماذا لم يتحول موضوع "الإقصاء" في أيامنا إلى مثار جدي للحوار؟ رغم أنه ماثل أمامنا بوضوح، وتمارسه قوى تزعم احتكار الشرعية لأنها تحتكر القوة فقط!

وقد نجد أنفسنا مسوقين منهجياً إلى الشك في نيات منتجي النظريات والأفكار الحديثة، لكن بعيداً عن التصور التقليدي للمؤامرة وتحويلها إلى مشجب.



فمن هم منتجو الأفكار بالفعل في هذا الزمن؟

إنهم الأقوى والأشد نفوذاً، وبالتالي تحكماً في الميديا عبر قنواتها المختلفة، وهؤلاء أدمنوا بمرور الوقت وتراكم ما يعتقدون أنه استحقاقات النصر والشعور بالتفوق، لهذا فالإقصاء من صميم ثقافتهم المنعزلة، ولا يريدون حتى مجرد التذكير به لأنه يوقظ وعياً هاجعاً لمن تم إقصاؤهم، ونبذهم، وبالتالي صدر قرار حذفهم من المعادلة الكونية.

إن عبارة "إما أَوْ" هي خلاصة فلسفة الإقصاء لأنها نفي للمشاركة، ووضع المسألة في حدين لا ثالث لهما، أو في ثنائية وجودية بلا ظلال أو أي بعد ثالث يقبل المناقشة!

لكن من يُقصي مَنْ الآن؟ وفي هذه الدوامة الدولية التي أعادت الإنسانية إلى ما قبل درجة الصفر؟
الإجابة كي لا تكون متسرعة، وغير مشبعة للسؤال، يجب أن نعود قبلها إلى أسلوبين في الإقصاء:
أحدهما علني، ومادي ومباشر يمارسه الأقوى في وضح النهار وبلا أية مواربة.
والثاني سري، ومعنوي يمارسه الأضعف مُرجئاً ترجمته إلى واقع إلى تلك اللحظة التي يستعيد فيها عافيته.

الاقصاء الفكري..وسيكولوجية التازم 1
يعتبر الاقصاء الفكري من الممارسات التسلطية المنتشرة بشكل كبير في عالمنا العربي بشكل عام والمحلي بشكل خاص.
ويمكن اعتباره وتعريفه على انه نوع من المصادرة الفكرية والعقلية لحقوق وحريات الىخرين تحت جحج واهية وذرائع غير منطقية ..
هذه المصادرة والتي يبيحها س من الناس على سبيل المثال ليست الا نوعا من السلوكيات المشبعة بالانانية والسادية والرغبة في السيطرة..
ولا يخفى علينا حجم الخسائر والتبعات التي تلحق بالمجتمع سواء على المدى القصير او الطويل جراء انتهاج وممارسة الاقصاء الفكري بشكل دائم ناهيك عن التدهور والانحطاط الفكري والاخلاقي المرتبط بمثل هذا النهج العقيم.
ان الاقصاء الفكري والمصادرة من ناحية نفسية لا تعنى سوى شخصية سادية ذات احساس ذاتي متخضم جدا لدرجة تجعل صاحبها لايرى الا نفسه ولا يعترف الا بما يدور في عقله باعتبار انه معيار الصواب الوحيد والمرجع المثالي للقياس والمقارنة.
وهذا مرده بالطبع الى شخصية قلقة في الأساس وضعيفة من الداخل..وشخصية غير قادرة على المواجهة الفعلية واقامة حوارات عقلانية ومنطقية ولذلك فهي تهرب مباشرة وتحاول سد جميع المنافذ والطرق على الفكر الآخر كي لا يجد له فرصة وكي لا يرى النور.
ان مثل هذه المصادرة تعتبر جريمة بحق الفكر وبحق الحرية الانسانية.
هناك عامل نفسي آخر يلعب دورا مهما في هذا الموضوع..انه الخوف وخصوصا الخوف من فقدان المكانة..
فالشخص الذي يمارس الاقصاء الفكري بشكل عام لا يهتم او يكترث لمدى جودة الفكرة واهميتها..لكنه يتعامل معها بشكل شخصي ويشخصنها وبالتالي يقوم باعاقتها وتكبيلها كي لا ترى النور. انه الخوف من فقد المكانة والخوف من وجود الافضل ..لان وجود الافضل يعني تراجع الشخص الى مرتبة متاخرة او اقل شانا من وضعه الحالي ..والعقول الضيقة والمغلقة تعجز عن التكيف وتقبل وجود الشريك وكذلك الافضل والمميز..ونتيجة لهذا كله فانه يعمد الى محاربة الفكرة كنوع من محاربة الشخص .
مشكلة العقول المغلقة والمتأزمة انها تخشى وتخاف من التغيير ..فالتغيير يقتضي التخلي عن القديم واتباع مناهج جديدة في العمل والحياة وهذ ما يخيف ممارسي الاقصاء الفكري ويقض مضاجعهم.


واذا اقترن الاقصاء الفكري بشيء من السلطة والصلاحية فانها تعتبر الطامة الكبرى وكارثة

ا 2
لكوراث..
وهذا نجده واضحا وجليا في الانظمة العربية والسلطة المركزية الواحدة التي تدير وتمارس الاقصاء وتكبت الحريات والفكر النير الا من رحم ربي.
ولا يقتصر الامر على الانظمة السلطوية وحسب بل ان هناك نماذج اخرى نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر
1- مدير المؤسسة
2- الوالدين
3- المدرس
4- الاخ الاكبر
5- رئيس الحزب او الحاكم
6- رجل الدين
7- المؤسسة الاعلامية الموجهة
8- الزميل –الصديق- القريب
9- المشرف
بل اننا لن نغالي ان قلنا ان الامر نسبي فكل شخص معرض لان يمارس الاقصاء الفكري الا من رحم ربي وبدرجات متفاوتة ويحكم ذلك عدة عوامل منها ثقافته العامة –انفتاحيته- اعترافه واحترامه للآخر المختلف


ان ممارسي الاقصاء الفكري لا يالون جهدا لاختراع الاسباب والحجج الواهية لتمرير مخطط الاقصاء للآخرين بل ان البعض منهم يجعل من الدين والاخلاق جحة له كي يمارس تسطله وانغلاقه.


ان الاقصاء جريمة لا تغتفر بحق الفكر الانساني وبحق الحرية..ومن يمارسه ويطبقه هو شخص مريض وحاقد ..شخص يعيق الفكر عن النمو والتطور..
انها الانانية الفردية والمركزية الذاتية عندما تطغى على العقل فتعيقه عن رؤية الحقيقة الفعلية.
بل اننا لا نستعبد ان يشن البعض حربا حقيقة لاجل اعاقة فكرة ما ..كل ذلك كي يشعروا بالامان وليحافظوا على مواقعهم الغير مطلقة ابدا..والتي ستدور وتؤول لغيرهم.

3
هل يعد الاقصاء الفكري مرضا نفسيا؟؟


في كثير من الحالات لايصدر هذا النوع من الاقصاء الفكري الا من شخصية مريضة ومتأزمة نفسيا هدفها السيطرة والتحكم .



ماذا يعني الاقصاء من ناحية نفسية؟؟
انه يعني بكل بساطة ان الشخصية التي تمارس الاقصاء شخصية مهووسة بالسيطرة وسادية او في طريقها لذلك.
فالاقصاء يعني الرفض والحجر على فكر الآخر مهما كان جيدا ومنطقيا لا لسبب الا لانه صدر من الآخر وانه مختلف عن المعتاد والمألوف..


وهنا نجد ان هنالك عاملا آخر يطل برأسه بكل قبح ليفضح مثل هذه النفسيات المأزومة ..الا وهو الخوف والرهبة من التغيير..
فهذه الشخصيات تجد نوعا من الأمان النسبي فيما الفته واعتادت عليه حتى ولو لم يكن صائبا واي تغيير او محاولة للتغيير يعني تدمير عامل الامان بالنسبة لها وبالتالي ستفقد عامل السيطرة والتحكم ..ولهذا فهي تقوم بمحاربة التغيير عن طريق رفض الفكر الآخر مهما كان صحيحا لانها تهاب فقد المكانة والقدرة على التحكم.


هل هناك من ارهاصات مرتبطة بالطفولة ؟؟


يؤكد علم النفس التحليلي على ان اغلب المشاكل اساسها الكبت في اللاوعي منذ مرحلة الطفولة..فالشخصيات التي تمارس الاقصاء هي شخصيات لم تنعم بفترة طفولة مستقرة وخصوصا في مرحلة النمو رقم 1 او مرحلة النمو الفمي او ما يطلق عليها

oral stage وهي المرحلة العمرية منذ الولادة وحتى عمر السنتين تقريبا..فاذا لم يحصل الطفل فيها على عنصر الامان والارتباط العاطفي الجيد مع الام او لم تكن رضاعته جيدة او مكتملة فان مثل هذه التعقيدات تترسب في اللاوعي لتظهر لاحقا بعد سن البلوغ في شكل شخصية مظطربة اقصائية تسعى للتحكم والسيطرة والبحث عن الامان عن طريق رفض اي امر جديد او تغيير

. 4
ماذا عن الخوف من فقد المكانة .؟؟
ان الشخص الضعيف والجبان والغير قادر على تولي زمام الامور بدقة وجدارة تجده يحاول ويسعى جاهدا لقتل وحجب اي فكرة جديدة او تغيير من شانه دفع عجلة النمو والتطور..فمثل هذه الشخصيات تعشق ان تظل تحت الاضواء وان تظل هي المتحكمة..واي تغيير او فكرة جديدة من شانها ان تسلط الضوء على افكار مختلفة واناس آخرين وبالتالي فان هذا يولد لديها نوعا من عدم الشعور بالامان والتوتر الشديد والذي يظهر على شكل سلوكيات اقصائية متطرفة ..المهم ان لا يحدث التغيير وان تظل الامور كما هي عليه وان تظل هي المسيطرة .




التاريخ شاهد كبير على هذه التراجيديا؟؟
ان التاريخ بشكل عام يحكي لنا وبكل صدق مصير مثل هذه الشخصيات المتطرفة والسادية..فنهاياتها لم تكن جيدة لانها ان وجدت نفسها مظطرة لقبول التغيير فان هذا يعني نوعا من الانكسار والتنازل الذي يفضي الى انخفاض احترام الذات وانحدار معيار الهوية..فنراها تسعى جاهدة لافتعال الازمات والحروب والفتن ..وكل هذا لاجل اشغال الشعب او المجتمع او المجموعة ليظل لها سبق السيطرة والتحكم وليظل مستوى الامان لديها مرتفعا..لكن التاريخ يحذرنا ويقول ان النهايات لم تكن كلها جيدة ..فكم من شخصية سادية لقيت مصيرا سيئا او انتهت في السجن او شنقا..




انها مسألة تكيف لا اكثر؟؟
بالفعل هي مسألة تكيف..فمثل هذه الشخصيات عاجزة عن التكيف مع المجتمع وعاجزة ايضا عن تقبل الفكر الآخر والمختلف والأفضل..ورفضها ناتج عن خوفها من نتائج الفكر الآخر وتميز الآخرين وافضليتهم والتي ستسلبها مكانتها وموقعها الاجتماعي..فنراها تسارع بالرفض وتمارس سلوك الاقصاء كل ذلك خوفا وجبنا ..وهي بذلك انما تقول للعالم من حولها وتخبرهم انها عاجزة عن التكيف مع المحيط الخارجي

.. ومثل هذه الشخصيات لا تتوانى عن استخدام اي وسيلة ممكنة لاجل تحقيق هدفها وإقصاء الاخر فهي تعتمد مبدأ الغاية تبرر الوسيلة ..وتعتمد ايضا على مبدأ انا وانا فقط..وهذا هو ما يكشف ساديتها وتضخم الذات لديها...



التاريخ مرة اخرى!!


لو درسنا وتاملنا الجريمة الاولى في تاريخ البشرية سنجد انها كانت جريمة اقصائية ..لم تكن على مستوى الفكر وحسب بل كانت جريمة اقصائية مادية ايضا..حيث تم اقصاء الاخ الطيب نتيجة للعجز وعدم القدرة على التكيف وتقبل الخسارة...
ويبدو ان البعض هنا وهناك لايزال يحمل وزر تلك الجريمة ويردد اصداءها تاريخيا...
ولنا عودة