كبدة نص نجاض ( نص إستوى )

عاش زاهدا متصوفا .. يستوى عنده الغنى والفقر والمدح والذم .. رأيته وهو يحمل الجوز على ظهره يسقي .. سكان الحوش .. لايكل ولايمل بل يجد متعة في ذلك .. وشرف بخدمة حوش السيد خالد .. سنين وسنين وهو على هذا الحال ..

إشتهر بأنه مادح .. ويقال له موسى كليم الله .. إنه جدنا أحمد البشير المشرف ( رحمه الله ) .. كان يقتات من سقاية الماء .. في ذلك الزمن الجميل .. ويمدح وماتجود به أنفس الناس من سقاية وتطريب بالمديح يرجع به الى بيته منتشيا سعيدا .. يفرح أحفاده وبعض الأرامل .. ومن عاداته إنه أكثر إنسان مطبق لمعنى ( يمنع الحديث بعد صلاة العشاء ) ..

من طرائفه ذات يوم ذهب وبرفقته والدنا رحمهم الله جميعا الى رحلة الى المناقل .. وهب بركوب اللوري من القنطرة .. وبدأ كعادته في المديح ..
غير أن ركاب اللوري لم يتفاعلوا معه .. وفجأة همس في أذن الوالد وقال له : أسأل الركاب اللوري دا من وين ؟
فقيل له : من سرحان .. وهنا إستدرك .. بأن هؤلاء الركاب لايحبون مديح الأنصار .. فقلب الموجة كما يقولون : وبدأ في المديح بمطلع مدحةتقول :

أبو فركة أدريس ود الأرباب سيد حضرتو ..
وهنا تمايل كل من في اللوري إنتشاءا وبدأوا ينقطون القروش .. ولما وصل المناقل كان معه كمية لابأس بها ومبلغ كبير . فقال للوالد لو إستمرينا في مديح الأنصار ما كان لقينا حاجة . أرح افطرك .. وفي المطعم طلبوا الطعام لحمة شية وكبدة نص نجاض وعصير هيلاهوب ( فواكه مخلوطة).
وبعد أن أتملأت البطون .. زعل جدنا أحمد البشير .. فقال للوالد . هسع دا أكل ناس بخافوا من الله ويخشوا عذابو .. ودخل في نوبة من البكاء .. حتى أفرغ كل ما في معدته ..
رحمهم الله أجمعين . .

سلام حبيبنا طارق وانت تجتر ذكريات حبيبة واناس رحلوا عنا بهدؤ ومازالت سيرتهم العطرة باقية بيننا
لهم الرحمة ولنا ان نستلهم منهم عدم التمسك بالدنيا وان نتعاون وان نغيث اللهوف
لكن بالغ كان يخليها يستمتع بيها شوية وبعدين يبكي

الحبيب ابو الطيب

هؤلاء الناس اصلهم طيب .. يرضون بالقليل فهم زهاد اذا وصلهم القليل صبروا وأذا وصلهم الكثير حمدوا وشكروا ..

لك التحية أخي عادل على مرورك ..

غير أن ركاب اللوري لم يتفاعلوا معه .. وفجأة همس في أذن الوالد وقال له : أسأل الركاب اللوري دا من وين ؟
فقيل له : من سرحان .. وهنا إستدرك .. بأن هؤلاء الركاب لايحبون مديح الأنصار .. فقلب الموجة كما يقولون : وبدأ في المديح بمطلع مدحةتقول :

******************
ألا رحم الله أجدادناالذين رحلوا تاركين بصمات للتأمل سائلين الله لهم الجنة وأن يلحقنا بهم وهو راض عنا،إستوقفنى تعبير (قلب الموجة)وبعدها تمايل الجميع طربا وجادوا سخاءا،وهنا تكمن ثقافة الإختلاف وأهمية المرونة والقبول فى التعامل مع من نختلف معهم فى الراى والفكر ،بالطبع جدنا ود المشرف بين ذلك وبلغة بسيطة حسب نقاء سريرته ،ولكن مع الأسف الشديد كثير من جيل اليوم عجز عن تطبيق هذه المرونة فى قبول الاخر وكانت النتيجة أننا نحن للماضى،نتمنى أن تنفتح نفوسنا على الأخرين بالحب والصفاء لتهدأ الحياة وننعم براحة البال وننام كما كانوا ينامون ملء جفونهم دون خوف من الغد

الحبيب ابو زينب

عودا حميدا .

هذا البوست له من المعاني الجليلة الكثير .. كما تفضلت وهؤلاء القوم بفطرتهم وسجيتهم ..يفهمون ويجيدون فن التعامل مع الآخر .. وبعفوية ونقاء سريرة دون تقليل شأن أو إقصاء للآخر .. عاشوا هكذا وماتوا على نفس نقاء السريرة .. راضين مرضين .. رحمهم الله ..
ونسأل الله أن يغرس الحب في النفوس .. وبالحب تهدأ الحياة وتهنأ .
لك التحية على مروركم الذي اسعدنا كثيرا ..

للحق قبل ان امر علي تعليق الحبيب ود الياس
كان تعليقي (كبدة نص نجاض وهم نجاض)
فوجدت ان الحبيب ود الياس صاغ التعبير باسلوبه السلس المعتاد.

حبيبنا الباشمهندس عوض
لك التحية .

اشكرك على المرور .. نستلهم العبر ممن سبقونا .. محاولين لرسم مستقبل واضح المعالم تسوده كل القيم الإنسانية النبيلة . من الزهد والتصوف والمحبة ..

لهم الرحمة جميعا ولك الشكر الاخ طارق مامون وكبارنا كنز لسة منتظرين نفتحو ونستفيد منو دنيا وأخره ، وبالذات في الهدى لانو تركيبة انسانا نادرة.

الحبيب كباشي خياري

لك التحية . ـ

أشكرك على مداخلتك القيمة ونترحم على جميع موتانا وكبارنا الذين رحلوا عنا وتركوا لنا من الفضائل والقيم الكثير .. إنهم بجد ناس الهدى النادرين .آملين الإستفادة من دررهم .. وإرثهم .
أكرر لك تحياتي ..

الاخ طارق

عظماء كانوا .. اتخذوا الزهد شعارا والورع دثارا .. على اكتافهم بنيت المدينة الفاضلة (هدى المتقين).. ومازالت ذكراهم تعطر المجالس كلما مر طيفها.. وعلى زكر( كبده نص نجاض ) لو كان العنوان كبده نيه او ام فتفت لاتخذ الموضوع منحى آخر!!

الأخ الحبيب وليد التلب
لك التحية ،

حقا عظماء عاشوا في مجتمع إسلامي بمعنى الكلمة تسوده الفضائل والقيم .. ونستلهم من ذكراهم كل المعاني الجميلة ..
والموضوع كما حكي لنا ( كبدة نص نجاض ) ليس غير ذلك .
لك التحية على المرور

أخ طارق حقاً إنهم المعلمون اللذين يؤثرون على انفسهم ولو كانت بهم خصاصه
المتوكلون يخدمون لله ولا ينتظرون عطاء او شكور ورعون يخافون الله حتي لو اسرفوا على انفسهم نادر أن يجود الزمن بمثلهم لهم المغفره والقبول عند الله.

الأخت سيدة
لك التحية . ـ
ندعو الله المغفرة والقبول للأباء والأمهات الأحياء منهم والأموات .. وهم حقا المعلمون الذين ياثرون على أنفسهم في تجرد .. ونقاء سريرة قلما يجود الزمان بمثلهم ..