تولي الحكومة الألمانية اهتماما متزايدا للسيارة الكهربائية وتبحث عن سبل جذب المستهلك لاستخدام هذه السيارات عن طريق تقديم عدد من المغريات، من بينها وضع برنامج لتطوير البطاريات المستخدمة في السيارة الكهربائية.
تخيل أنك تقود سيارتك ثم تتوقف في الطريق وتدخل محطة بنزين، لكن بدلاً من أن تغذي سيارتك بالوقود ،تأخذ فيشة وتضعها فى المقبس، فتشحن بطارية سيارتك كالهاتف المحمول ثم تنطلق بها. هذه التصورات ليست مشهدا من فيلم خيال علمي، بل من أرض الواقع، وألمانيا هي من بين الدول التي تستخدم فيها السيارات الكهربائية، واستنادا إلى إحصائيات اتحاد السيارات الألماني وصل عدد مستخدمي السيارات الكهربائية فى ألمانيا في عام 2009 إلى 1452 شخصا. ومن العوامل الهامة لهذا التطور ازدياد الوعي لحماية البيئة والحفاظ على الموارد، فالسيارة الكهربائية تعد حلا جيدا لتقليل عوادم ثاني أكسيد الكربون وترشيد استهلاك النفط.
جذب المستهلك
و تناقش الحكومة الألمانية حالياً إمكانيات جذب المستهلك عن طريق تقديم مساعدات مالية لتخفيض سعر السيارة، فالسيارة الكهربائية تكون عادة باهظة الثمن، إذ يتراوح ثمنها في المتوسط ما بين14000 و 24000 يورو وقد يصل إلى 50000 يورو، وذلك بسبب ارتفاع تكلفة تصنيع بطاريتها. ومن أجل حل هذه المشكلة أعلنت الوزيرة الألمانية للبحث العلمي أنيته شافان عن وضع برنامج خاص بتطوير بطاريات أيونات الليثيوم المستخدمة في السيارة الكهربائية ، كي تكون أكثر فاعلية وأقل سعرا. وقالت الوزيرة إن هدفها هو ارتفاع عدد مستخدمي السيارات الكهربائية في ألمانيا إلى مليون شخص حتى عام 2015. وتهتم شركات التقنيات أيضا بتطوير بطاريات السيارات الكهربائية،فقد طور هندريك هان، مدير شركة ايفونيك لي تك، بطارية جديدة تغطيها بودرة سيراميكية تطيل المسافات التي يمكن أن تقطعها السيارة حتى تحتاج إلى الشحن مجددا. ونجح هندريك في جذب العديد من شركات صناعة السيارات لاستخدام البطارية الجديدة في الموديلات المتوقع نزولها إلى الأسواق عام 2012.
صعوبات التسويق
السيارت الكهربائية بمعرض هانوفر للسيارات 2010 وكما تقول أنيته شولتس من شركة سميلس إي موبيليتي لتسويق السيارات، ليس السعر وحده هو الذي يعوق عملية التسويق حتى الآن، بل يرجع هذا أيضا إلى المسافة التي تستطيع السيارة أن تسيرها بدون إعادة شحن البطارية، فبالمعدل المتوسط يجب أن يتم إعادة شحن البطارية بعد حوالي 100 كم. وتبين شولتس أيضا أنه من الممكن شحن البطارية التي تمكن السيارة من قطع مسافة مائة كم بواسطة مقبس الكهرباء بكراج المنزل، خلال مدة تتراوح بين خمسين دقيقة وتسع ساعات، حسب الشاحن المستخدم، مع العلم أنه توجد عدة محطات شحن، يمكن الشحن من خلالها بأسعار رمزية، كأداة دعاية لشركات الكهرباء الداعمة لهذه السيارات.
ومن ناحية أخرى اتخذ أعضاء جمعية المنتجين الأوروبيين خطوة أخرى لجذب المستهلك، فقد اتفقوا خلال اجتماع لهم قبل أيام على توحيد معايير شحن بطاريات السيارات الإلكترونية، من أجل ضمان استخدام الكهرباء بأمان، وتسهيل استخدامها.
ومع ذلك لا تلوح حتى الآن بوادر ازدهار سريع لسوق السيارات الكهربائية في ألمانيا، فقد بينت دراسة ، تم فيها سبر آراء حوالي ألف شخص، أن الغالية العظمى لا تخطط لشراء سيارة كهربائية قبل عشر إلى خمسة عشر عاماً.
ويبقى السؤال مفتوحاً: متى ستتحول السيارات الحالية إلى جزء من التاريخ، وتصبح السيارة الكهربائية هي الحاضر؟