الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على إمام الخلق سيدنا محمد عليه أفضل صلاة وأزكى تسليم.
وبعد: فإن مجاهدة النّفس لكبح جماحها وامتلاك زمامها، وحملها على ما يرضي ربّها، وتصفية كدرها، وتنقية فطرتها من الأمور التي لا غنى لمسلم أو مسلة عنها لتزكية النّفس وإصلاح العقل، والقلب.
ومجاهدة النّفس تكون بحملها علىأداء الواجبات والتزام المكارم والمروءات وترك المحرّمات والتّرفع عن السّفاسف والمكروهات.
يقول ابن القيم
لا يكون العبد ربّانيا حتّى يستكمل جهاد النّفس في أربعة جوانب:
-مجاهدتها على تعلّم الهدى ودين الحقّ
- مجاهدتها على العمل بالهدى
- مجاهدتها على الدّعوة إلى الحقّ
- مجاهدتها على الصّبر على مشاق الدّعوة إلى الله وأذى الخلق
يقول الرّاغب الأصفهاني:
الّذي يطهّر النّفس أمران وهما: العلم والعبادات.
كيف نجاهد أنفسنا؟
هناك قواعد عامّة وأساليب خاصّة تعين على مجاهدة النّفس ولا تغني إحداها على الأخرى:
القواعد العامّة:
1- إحياء حب الله تعالى في القلب حتّى يكون حبّه سبحانه أرقى من حبّ النّفس والأهل والولد والمال وذلك بالإكثار من النّظر في الكون المنظور والكتاب المقروء، ودوام الذّكر، والتّلذذ بالأوراد الإيمانية من صلاة في اللّيل وقيام في النهار
2- إحياء الخوف من الله تعالى
3- قوّة الإرادة والعزيمةعلى مواجهة النّفس واليقين أنّ العبدمهما كان ضعفه إذا لجأ إلى ربّه واستعان به أعانه
الأساليب الخاصّة
وهذه الأساليب تعنمد على صدق العبد مع ربّه ومعرفته بمواضع ضعفه وقوتّه فلا يضع نفسه في موضع يعلم أنّ نفسه تميل مع الهوى وتخالف الرّشاد والهدى.
-يصل العبد إلى رضا الله.
-استرجاع شتات النفس
-الطمأنينة في الدنيا والآخرة
-تعود الصبر والجلد
-الوصول إلى مكارم الأخلاق
-الهداية الدائمة إلى الخير
يقول الشاعر
لأستسهلن الصعب أو أدرك المنى فما انقادت الآمال إلا لصابر
ويقول آخر:
أبارك في الناس أهل الطموح ومن يستلذ ركوب الخطر
ومن لا يحب صعود الجبال يعش أبد الدهر بين الحفر
ويقول آخر
لا تحسبن المجد تمرا أنت آكله لن تلعق المجد حتى تلعق الصبرا
م ن ق و ل