منتديات ابناء منطقة الهدى
مفهوم الحرية 49aw4
اهلا بك ايها الزائر الكريم شرفتنا ونورتنا يزيارتك.
ملحوظه : عند التسجيل الرجاء كتابة الاسم الحقيقى كاملا
(لا للاسماء المستعارة من اجل مزيدا من التواصل)
و نرجو ان تجد ما هو مفيد
منتديات ابناء منطقة الهدى
مفهوم الحرية 49aw4
اهلا بك ايها الزائر الكريم شرفتنا ونورتنا يزيارتك.
ملحوظه : عند التسجيل الرجاء كتابة الاسم الحقيقى كاملا
(لا للاسماء المستعارة من اجل مزيدا من التواصل)
و نرجو ان تجد ما هو مفيد
منتديات ابناء منطقة الهدى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


مرحبا بك يا زائر نور المنتدى بوجودك
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

معا لترقية مستشفي الهدى معا لترقية مستشفي الهدى معا لترقية مستشفي الهدي معا لترقية مستشفي الهدى

المواضيع الأخيرة
            goweto_bilobedنقل عفش بالرياضمفهوم الحرية LX155508السبت 24 يوليو 2021 - 16:36 من طرف             goweto_bilobedشركة تخزين اثاث بالرياض شركة البيوتمفهوم الحرية LX155508الثلاثاء 18 مايو 2021 - 22:18 من طرف             goweto_bilobedأفضل شركة كشف تسربات المياه بالرياض شركة البيوتمفهوم الحرية LX155508الثلاثاء 18 مايو 2021 - 22:17 من طرف             goweto_bilobedشركة نقل اثاث بالرياض مفهوم الحرية LX155508الثلاثاء 18 مايو 2021 - 22:16 من طرف             goweto_bilobedلكم التحية اين انتممفهوم الحرية LX155508الثلاثاء 18 يوليو 2017 - 4:15 من طرف             goweto_bilobedعودة بلا خروجمفهوم الحرية LX155508السبت 30 أبريل 2016 - 14:06 من طرف             goweto_bilobedسلام مربع مفهوم الحرية LX155508السبت 30 أبريل 2016 - 14:04 من طرف             goweto_bilobedد/تهاني تور الدبة تدق أخر مسمار في نعش مشروع الجزيرةمفهوم الحرية LX155508الخميس 25 فبراير 2016 - 1:14 من طرف             goweto_bilobedمعا لترقية مستشفي الهدىمفهوم الحرية LX155508الأربعاء 10 فبراير 2016 - 17:58 من طرف             goweto_bilobedهل يمكن رجوع المنتدي لي عهده الأول مفهوم الحرية LX155508الثلاثاء 9 فبراير 2016 - 0:21 من طرف             goweto_bilobedالدلالات الرمزية في مختارات الطيب صالح: "منسي: إنسان نادر على طريقته!"مفهوم الحرية LX155508الإثنين 26 أكتوبر 2015 - 18:22 من طرف             goweto_bilobedتحية بعد غيابمفهوم الحرية LX155508السبت 24 أكتوبر 2015 - 5:17 من طرف             goweto_bilobedتهنئة بعيد الأضحى المباركمفهوم الحرية LX155508الجمعة 25 سبتمبر 2015 - 20:00 من طرف             goweto_bilobedشباب المنتدى المستشفى يناديكممفهوم الحرية LX155508الأربعاء 16 سبتمبر 2015 - 18:36 من طرف             goweto_bilobedتوحيد خطبة الجمعه لنفرة المستشفىمفهوم الحرية LX155508الأربعاء 16 سبتمبر 2015 - 18:20 من طرف             goweto_bilobedدكتور اسلام بحيرى وتغيير الفكر الدينى مفهوم الحرية LX155508السبت 15 أغسطس 2015 - 5:16 من طرف             goweto_bilobedمعقولة بس ... فى ناس كدة مفهوم الحرية LX155508الخميس 13 أغسطس 2015 - 12:38 من طرف             goweto_bilobedيعني نسيتنا خلااااصمفهوم الحرية LX155508الخميس 13 أغسطس 2015 - 12:35 من طرف             goweto_bilobedبيت البكى اااااااااامفهوم الحرية LX155508الثلاثاء 4 أغسطس 2015 - 6:59 من طرف             goweto_bilobedالحاجه فاطمه بت النذير في ذمة اللهمفهوم الحرية LX155508الثلاثاء 4 أغسطس 2015 - 6:49 من طرف 

شاطر | 
 

 مفهوم الحرية

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
طارق المامون
 
 
طارق المامون

عدد المساهمات : 2075
تاريخ التسجيل : 22/06/2010

مفهوم الحرية Empty
مُساهمةموضوع: مفهوم الحرية   مفهوم الحرية Icon_minitime1الجمعة 4 مارس 2011 - 13:08


الحرية .. ماهي وماذا تعني ؟

وللإجابة على هذا السؤال :
هذا تعريف وجدته على موقع انقله لكم هنا بأمانة النقل :


( الحرية فريـــضة .. وحق فطـــري منحه الله ووهبه لعباده ..
على إختلاف الوانهم والسنتهم وعقائدهم .. والحرية تعني ..
حريـــة الإعتقاد .. والعبـــادة ..
وحرية إبداء الرأي .. وحرية المشاركة في القــــرار
وحرية مزاولة حق الإختيار من خلال الأختيار الحر النزيــه
فلا يجوز الإعتداء على حق الحريــة .. ولا حق الأمن
ولايجوز السكوت على العدوان عليها أو المساس بها .. )
----

فمن مما ذكر اعلاه .. استفسر .. هل نحن فعلا لنا حريــــــة ؟
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محمد احمد الياس
 
 
محمد احمد الياس

عدد المساهمات : 610
تاريخ التسجيل : 25/04/2010

مفهوم الحرية Empty
مُساهمةموضوع: رد: مفهوم الحرية   مفهوم الحرية Icon_minitime1الأحد 6 مارس 2011 - 17:29

لك الشكر الأخ أبووضاح على طرح هذا التساؤل الهام جدا ،والذى يجب أن يسأله كل منا لنفسه أولا ،ثم يطرح للحوار بغرض التصحيح ،فى تقديرى الشخصى والمتواضع، أننا نزعم فقط فى خطابنا العام أننا أحرار ،ولكننا لسنا أحرار ، ونشعر فى داخل نفوسنا بمرارة الحرمان من الحرية،دون أن نجرؤ على المجاهرة بذلك ،فاذا كانت الحرية فى مفهومها العام أنها لا ضرر ولا ضرار ،وكل انسان حر فى نفسه دون المساس بحرية الاخرين ،فإذا المجتمع لم يكن يعى هذا المعنى فى سمته العام ،ستدخل مفاهيم كثيرة من العرف والموروث وتضيق نطاق الحريات العامة والخاصة،دون وعى عامة الناس بذلك، وشيئا فشيئا يصبح هامش الحرية بكل أشكالها (إعتقاد ، رأى وتعبير ، حراك ثقافى وفكرى) محاصر بتلك المفاهيم والأعراف،وهذا ما يحدث الان ،فى الريف والحضر بلا إستثناء وإن كان فى الريف هذه المفاهيم المقيدة أعمق ، وهذا يعتبر من أهم معوقات التقدم فى مجتمعنا الحبيب، الأمثلة لا حصر لها فالإنتماء للأحزاب يعتبر مصدر عداء عندنا،الخروج عن المألوف يعرضك للعزلة، المحاولة للتغيير تجعلك فريسة مستباحة ، هذا غير الحريات الشخصية من لبس وماكل ومشرب كلها تجر اليك المتاعب اذا لم تجارى من هم حولك ،وكأن هنالك مقياس معين لا يمكن تجاوزه،وهذا كله مغلف طبعا بفهم معين للدين ،بالطبع يصعب عليك أن تقول يحتاج لتجديد والا الجارى وراك ما يلفاك، هذه جدلية عريضة نتمنى من شبابنا وضعها أمام أعينهم ،إن كانوا على ثقة بأنفسهم،أجدد لك التحية وأعتذر للإطالة رغم التركيز فقط على العموميات، آملا أن يأتى التفصيل من وليد وإخوانه
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عمر خليفة
 
 
avatar

عدد المساهمات : 79
تاريخ التسجيل : 19/02/2011

مفهوم الحرية Empty
مُساهمةموضوع: رد: مفهوم الحرية   مفهوم الحرية Icon_minitime1الأحد 6 مارس 2011 - 20:17

التحية لكاتب الموضوع الأخ طارق مامون و للأخ محمد أحمد الياس على تفضلهما بطرق باب النقاش فى هذا الموضوع الهادف
وحتى نوفى الموضوع نقاشا هادفا - اولا لا أتفق مع كاتب الموضوع بأن هناك حرية فى الإعتقاد و العبادة وذلك لان الاسلام حدد لنا ماذا نعبد وماذا نعتقد ( وهذا رأى شخصي قد نتفق فيه ونختلف ) و عند سؤالى لصديقي عيسي بن هشام عن ماهي الحرية ؟ أجابني قائلا : ((الحرية في اللاتينية libertas وفي الفرنسية liberte وفي الإنكليزية liberty أو freedom.
الحر ضد العبد , والحر في اللغة العربية يعني الكريم , والخالص من الشوائب , والحر من الأشياء أفضلها , ومن القول أو الفعل أحسنه , وتقول حرر العبد أي خلصه من الرق...
فالحرية هي الخلوص من الشوائب أو الرق أو اللؤم , فإذا أطلقت على الخلوص من الشوائب , دلت على صفة مادية , يقال :
ذهب حر لا نحاس فيه , وإذا أطلقت على الخلوص من الرق , دلت على صفة إجتماعية : رجل حر أي طليق من كل قيد سياسي أو إجتماعي , وإذا أطلقت على الخلوص من اللؤم دلت على صفة نفسية , تقول رجل حر كريم لا نقيصة فيه.
وعلى هذا الأساس للحرية ثلاث معان :
1- المعنى العام : الحرية خاصة الموجود , الخالص من القيود , العامل بأرادته أو طبيعته , من قبيل ذلك قولهم تظهر حرية الجسم الساقط في هبوطه إلى مركز الأرض , وفقا لطبيعته بسرعة متناسبة مع الزمان , إلا إذا صادف في طريقه عائقا يمنع سقوطه.
وكذلك واقع الحياة النباتية أو الحيوانية إذا لم يعقها عن القيام بعملها الطبيعي مانع خارجي , قيل إنها حرة , وإذا أطلق هذا المعنى على أفعال الإنسان , دل على الحرية المادية , يقال ليس للمريض والسجين حرية , لأنهما يستطيعان أن يفعلا ما يريدان .
2- المعنى السياسي والأجتماعي : الحرية بهذا المعنى قسمان :
أ‌- الحرية النسبية : هي الخلوص من القسر , والإكراه الإجتماعي , والحر هو الذي يأتمر بما أمر به القانون , ويمتنع عما نهى عنه , إن حرية الإعراب عن الفكر وعن الرأي هي أثمن حقوق الإنسان , ولكل مواطن الحق في حرية الكلام , والكتابة والنشر , على أن يكون مسؤولا عن عمله في الحدود التي يعينها القانون , كما ينبغي الإعتراف بحقوق الغير , واحترم حرياته , وتحقيق ما يقتتضيه النظام العام من شروط عادلة وموضوعية و الحريات السياسية هي الحقوق المعترف بها في معظم الدول , كحرية الفكر والرأي , والضمير , والدين , والتعبير , وحرية الإشتراك في الجمعيات , وحرية الإلهام في إدارة شؤون الدولة مباشرة , أو بواسطة ممثلين يختارهم المواطنون إختيارا حرا.
ب‌- أما الحرية المطلقة فهي حق الفرد في الإستقلال عن الجماعة , التي إنخرط في سلكها , وليس المقصود بذلك الإستقلال الكلي بل الإقرار بهذا الإستقلال , واستحسانه , وتقديره , واعتباره قيمة خلقية مطلقة , وقد تم التمييز بين الحرية المدنية والحرية السياسية : فالأولى هي عبارة عن استمتاع الأفراد بحقوقهم المدنية في ظل القانون , والثانية عبارة عن استمتاع الأفراد بحقوقهم السياسية واشتراكهم في إدارة شؤون بلادهم مباشرة أو بواسطة ممثليهم.
3- المعنى النفسي والخلقي :أ- إذا كانت الحرية ضد الإندفاع اللاشعوري , أو الجنون , واللامسؤولية القانونية والخلقية , فإنها تدل على حالة شخص لا يقدم على الفعل إلا بعد التفكير فيه سواء كان ذلك الفعل خيرا أم شرا , فهو يعرف ما يريد , ولا يفعل شيئا إلا وهو عالم بإسبابه , لذلك قيل : إن الحرية هي علية النفس العاقلة , ومعنى ذلك إن الفاعل الحر هو الذي يقيد نفسه بعقله وإرادته , ويعرف كيف يستعمل ما لديه من طاقة , وكيف يتنبأ بالنتائج , وكيف يقارنها بعضها ببعض , أو يحكم عليها , فحريته مجردة من كل قيد , ولا هي غير متنهاية , بل هي تابعة لشروط متغيرة نوجب تحديدها وتخصيصها , يطلق على هذه الحرية اسم الحرية الأدبية أو الخلقية.
ب- وإذا كانت الحرية ضد الهوى والغريزة والجهد , والبواعث العرضية , فإنها تدل على حالة إنسان يحقق بفعله ذاته من جهة ما هي عاقلة وفاضلة , فالحرية بهذا المعنى حالة مثالية , لايتصف بها إلا من جعل أفعاله صادرة عما في طبيعته من معان سامية , في هذا المجال قال ليبنيتز : (إن الله وحده هو الحر الكامل , أما المخلوقات العاقلة فلا توصف بالحرية إلا على قدر خلوصها من الهوى.
ج- إذا كانت الحرية ضد الحتمية فإنها تدل على حرية الإختيار , أي أن فعل الإنسان يتولد من إرادته , في هذا الخصوص قال بوسيه:
(كلما بحثت في أعماق نفسي عن السبب الذي يدفعني إلى الفعل لم أجد فيها غير إرادتي) , فالإرادة إذن علة أولى وابتداء مطلق , وهي خالصة من كل قيد , لأنها لا توجب أن يكون الفعل مستقلا عن الأسباب الخارجية فحسب , ببل توجب أن يكون مستقلا عن الدوافع والبواعث الداخلية أيضا , يدلكل ذلك على ان بين معاني الحرية واللاتعيين واللاحتمية تساوقاً وتلازماً. اذا سلمنا بحرية الاختيار, واختصرت على الاحوال التي تتساوى فيها الاسباب المتعارضة, حصلنا على معنى اخر للحرية: حرية عدم المبالاة.
د- كما يطلق على الحرية ايضاً القوة التي تزهر ما في صميم الذات الانسانية من صفات مفردة, او الطاقة التي بواسطها يحقق الانسان في كل من لفعاله, فيشعر بحريته مباشرة, ويدرك انها ميزة نظام فريدة من الحوادث , تفقد فيه مفاهيم العقل كل دلالة من دلالاتها. قال برغسون: "الحرية هي نسبة النفس المشخصة الى الفعل الصادر عنها".
ومعنى ذلك ان الفعل الحر عنده لا ينشا عن عامل نفسي مفرد, بل ينشأ عن النفس كلها. ونسبة المريد الى افعاله كنسبة الفنان الى اثاره. والفرق بين فلسفة الحتمية وفلسفة الحرية. ان الاولى تقسم الفعل الحر وتعلله بقوى طبيعية مختلفة التركيب والتاثير, في حين ان ثانية ترى ان الفعل الحر لا ينقسم, وان السببية النفسية, التي هي عماد الحرية مختلفة كل الاختلاف عن السببية الطبيعية.
ه- والحرية عند "كانت" صورة معقولة متعالية, ذلك ان لكل ظاهرة في نظرة تفسيراً مزدزجا. الاول ان تربط تلك الظاهرة بغيرها من الظواهر ربطاً ضرورياً ربطا ًضرورياً محكماً, حتى اذا عرفت قانونها الطبيعي, امكنك التنبؤ بحدوثها, هكذا يمكن التنبؤ بافعال الانسان عند معرفة الظروف التي تؤثر فيه وظروف محيطة. الثاني ان تربط تلك الظاهرة بأسبابهاالمعقولة المتعالية, وكل سبب متعال هو غير زماني, وهو من عالم الشيء بذاته, لا من عالم الظواهر, ونسبة الظواهر الى الاسباب المتعالية هي الحرية بعينها, اي ان الفعل اذا نسب الى عالم الشيء بذاته, اي عالم الحقيقة امكن حراً.
و- حرية الضمير : هي الشعور بالحرية في ابداء الرأي واعتناق المعتقدات الصحيحة المتقيدة بضوابط أسلامية , والتحرير يعني تحرير الشعب من المرض والفقر والظلم, وتحرير النفس من الاخلاق المذمومة.))
وحتى نتلقى نردد معا حرية حرية
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صديق خالد عوض الكريم
 
 
صديق خالد عوض الكريم

عدد المساهمات : 962
تاريخ التسجيل : 28/04/2010
المزاج : fantastic

مفهوم الحرية Empty
مُساهمةموضوع: رد: مفهوم الحرية   مفهوم الحرية Icon_minitime1الإثنين 7 مارس 2011 - 7:42

التحيه لك أخي طارق ود المامون
والتحيه للأخوه المتداخلين ود الياس وعمر
*الحرية حق من حقوق الانسان ولكن في هذا الزمان أصبحت الحريه منحه يمنحها الحاكم للمحكومين ويقيد الحريه بقوانين يضعها بنفسه حفاظا علي موقعه وكرسيه فهو يمنحك الحريه التي لا تؤثر علي موقعه من الكرسي فمثلا تكون هناك انتخابات وممارسه ديموقراطيه ممتازه ولكن تكون في المجال الرياضي ويقرون أهلية ويموقراطية الرياضة.لماذا الرياضة بالذات؟؟؟؟؟؟؟ لأنها ستكون بعيدة تماما عن كرسي السلطة وبالطبع يضمنون نزاهتها 100%.
*الحرية وفق القانون الذي يسنه الحاكم هي حرية مشروطه وبالتأكيد منقوصة الا اذا كانت وفق ضوابط دينيه واخلاقيه وليست وفق ضوابط سلطويه واستغلاليه لأن منهم من يستغل الدين من أجل احكام سيطرته علي معارضيه وأن من يبدئ راية في مسألة ما بخصوص الحكم فكأنما هو ضد الدين.
*الحرية كل لا يتجزأ.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محمد احمد الياس
 
 
محمد احمد الياس

عدد المساهمات : 610
تاريخ التسجيل : 25/04/2010

مفهوم الحرية Empty
مُساهمةموضوع: رد: مفهوم الحرية   مفهوم الحرية Icon_minitime1الأربعاء 9 مارس 2011 - 18:10

نشكر الاخ عمر خليفة على التفصيل الشامل والمفيد لمفهوم الحرية من مختلف الرؤى ،فهذا عهدنا به منذ زمن بعيد ،أن الحقيقة هى مبتغاه وضالته،وقد أبلى وراءها بلاء حسنا وفتح خشوم مراح من البقر بدلا من بقرة واحدة، ثبت الله أجرك أخى عمر ،وإسمح لى أن أتداخل معك فى رأيك الشخصى والذى بدا لى (حسب فهمى البسيط ) "أنك تقصد أنه بما أن الإسلام حدد لنا ماذا نعبد وماذا نعتقد إذن نحن ليست أحرار" ،فاذا كان فهمى لمعنى رأيك سليما ، أعتقد أنك ذهبت الى معنى مختلف تماما عن مقصد الإسلام من تحديد وجهتى العبادة والاعتقاد ،فالاسلام بهذا صحح وجهة العبادة والاعتقاد،وترك الحرية لكل الناس فى الإختيار ،و لم يكره أحدا على إتباعه وقد ورد فى القران "من شاء فيؤمن ومن شاء فليكفر" "ولا إكراه فى الدين" ونصح الرسول (ص) بالدعوة بالتى هى أحسن إذ قال له "إنك لا تهدى من أحببت ولكن الله يهدى من يشاء" ،لذلك أحسب أن الاسلام لم ينفى الحرية قط بل دعا اليها،وفى السيرة مشاهد كثيرة من الصحابة الذين إختلفوا فى الرؤى مع أئمتهم ومنهم من حارب إستعباد الناس وقد ولدتهم امهاتهم أحرارا على حد قوله ،لذلك وددت فقط التفاهم معك حول تصحيح الفهم لمسألة أننا لسنا أحرارا لأن الإسلام حدد لنا من نعبد وماذا نعتقد ،وبعدها نذهب الى جوانب أخرى من الحوار ،لك التحية ووافر الاحترام
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عمر خليفة
 
 
avatar

عدد المساهمات : 79
تاريخ التسجيل : 19/02/2011

مفهوم الحرية Empty
مُساهمةموضوع: رد: مفهوم الحرية   مفهوم الحرية Icon_minitime1الأربعاء 9 مارس 2011 - 18:54

التحية لك الاستاذ محمد الياس
ونشكر لك جميل مداخلاتك التى تأتي دائما فى الصميم ونعزف فى الاوتار لتخرج نغما مموسقا يزين النقاش
عندما ذكرت أن الاسلام حدد لنا ماذا نعبد وماذا نعتقد كان قصدى ان الاسلام حرر العباد من عبادة العباد و الاصنام الى عبادة رب العباد وخلصنا من الاعتقادات الشركية , وما ذكرته انت من أيات جاءت بعدها أيات ناسخة ( وذلك على سبيل التدرج ونقل المجتمع من جاهلية فى العبادة و الاعتقاد الى نور الاسلام والخلوص الى عبادة الله الواحد الفرد الصمد ) وسوف نورد لاحقا تلك الآيات ,
أما فيما عد ذلك فالاسلام كفل الحريات ويؤيد ذلك ما ذكرته وتفضلت به من أيات و آحاديث نبوية تؤيد الحرية ما تبعها من أقوال مأثورة من الصحابة
وسنعود لهذا الموضوع الهادف
وحتى نلتقى لكم وافر الود والتقدير
عـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــر
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محمد احمد الياس
 
 
محمد احمد الياس

عدد المساهمات : 610
تاريخ التسجيل : 25/04/2010

مفهوم الحرية Empty
مُساهمةموضوع: رد: مفهوم الحرية   مفهوم الحرية Icon_minitime1الجمعة 11 مارس 2011 - 10:48

جزاك الله خيرا أخى عمر على التوضيح الشفيف لمقصدك من ما ورد فى مداخلكتك ،بشأن تحديد الاسلام لنا من نعبد وماذا نعتقد ، واتفاقك حول كفالة الاسلام للحريات ونبذه لعبادة العباد والاصنام ،وقد شوقتنا باسلوبك الجميل الى الاطلاع الايات الناسخة التى تضمنت معنى التدرج فى عملية نقل العباد من الشركيات الى الاعتقاد السليم،ننتظر منك المزيد والمفيد،تحياتى مع أطيب الامنيات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عمر خليفة
 
 
avatar

عدد المساهمات : 79
تاريخ التسجيل : 19/02/2011

مفهوم الحرية Empty
مُساهمةموضوع: رد: مفهوم الحرية   مفهوم الحرية Icon_minitime1الجمعة 11 مارس 2011 - 15:14



الاستاذ الكريم محمد الياس تحية طيبة قصدنا من التدرج هو التدرج فى تحريم ما كان سائدا فى ذلك الوقت ثم ولمزيدا من الفائدة اليكم هذا التفصيل ( مرجعي فى ذلك مصادر متنوعة )

سنة الله في التدرج
إن التدرج هو الميزة البارزة في مسار الرسالة القرآنية الخالدة، فالقرآن الكريم المنزل من عند الله رب العالمين نزل منجما قال الحق جل ثناؤه: {وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا} (سورة الإسراء: 106)، ثم إن التربية القرآنية للصحابة رضي الله عنهم كانت متدرجة فبدأت بتصحيح العقيدة ونبذ الشرك والأوثان وإفراد الله تعالى بالعبودية، ثم بعد بضع سنين من تصحيح العقيدة وتثبيتها في قلوب المؤمنين فرضت الصلاة ثم الصوم وباقي الأركان... وكذلك التدرج في تحريم المنكرات مثل الخمر كان على مراحل بدأ بتذكير المؤمنين بما له من مضار ومفاسد ثم بعد ذلك كان التحريم النهائي على وجه القطع.
1- (التدرج في مواصفات الإنسان بعد ولادته:يخاطبنا القرآن الكريم لنتأمل آياته ونتملاها، عسى أن تنفتح علينا برياحينها الربانية العطرة لتذهب بما يزكم أنوف قوم ألفوا روائح من صنع مختبرات خاصة أو عامة، كما عساها أن تقبل علينا روحها إقبالا تتفتح له العقول وبه تستنير لنستمع إليها ترتل: ﴿مَّا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَاراً [13] وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَاراً [14] أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقاً [15] وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجاً [16] وَاللَّهُ أَنبَتَكُم مِّنَ الْأَرْضِ نَبَاتاً [17] ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجاً [18]وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِسَاطاً [19]لِتَسْلُكُوا مِنْهَا سُبُلاً فِجَاجاً [20]﴾( سورة نوح).
من تلك الربى نستقي الفهم السليم لننظر إلى مراحل تطور الإنسان بعد الولادة،
فهو صبي عند الولادة،
وفي بضع سنين طفل يلعب؛
وفي بضع سنين أخر شاب يافع،بالغ؛
وفي بضع سنين أخر قد بلغ الرشد؛
وفي بضع سنين أخر بلغ الأربعين؛
بهذا التدرج في مسار الحياة ينبت الصبي نباتا، عبر هذه المراحل من ضعف إلى قوة وعند الأربعين يكتمل المرء تكوينه العقلي والجسدي ومعلوم بأن لكل شيء إذا ما تم نقصان:
وفي بضع سنين أخر يدخل الخمسينات وقد اشتعل الرأس شيبا؛
وفي بضع سنين أخر يبدأ الإعياء يأخذ مأخذه من المرء، فتستغني البشرية عن شغله؛
وفي بضع سنين أخر تتغير الملامح، ويستقوي على النهوض بالعصا؛
وفي بضع سنين أخر يدخل الثمانين...والقليل القليل من تجاوز عقباتها؛
ثم الموت والرجوع إلى الأصل إلى أن تقوم الساعة ثم البعث من جديد.
إنها أطوار تقلبات المرء في الحياة الدنيا، والله جل شأنه قادر على خلق الإنسان تام الرجولة بكلمة كن كما فعل بأبينا آدم، وقادر أيضا على إخراج زوجه منه كامل البنية متكامل الخلقة كما فعل مع أمنا حواء، ولكن سننه الخلقية اقتضت ذلك التدرج البطيء.
2-(التدرج في بعض أحكام التشريع:
اقتضت حكمة الحكيم التدرج في الأحكام لأناس ألفوا عادات معينة، لتنتقل بهم رويدا رويدًا، من طباع سيئة إلى أخرى حسنة، وهكذا كان التدرج في تحريم الخمر والربا.
وقد مر تحريم الربا بأربعة أدوار كما حدث في تحريم الخمر ، وذلك تمشيا مع قاعدة التدرج:
الدور الأول : "نزل قوله تعالى: ﴿وَمَا آتَيْتُم مِّن رِّباً لِّيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلَا يَرْبُو عِندَ اللَّهِ وَمَا آتَيْتُم مِّن زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ﴾( سورة الروم : 39) وهذه الآية الكريمة نزلت في مكة وهي-كما يظهر – ليس فيها ما يشير إلى تحريم الربا وإنما إشارة إلى بغض الله للربا، وإنما الربا ليس له ثواب عند الله فهي إذن ( موعظة سلبية ).
الدور الثاني: نزل قوله تعالى: ﴿فَبِظُلْمٍ مِّنَ الَّذِينَ هَادُواْ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَن سَبِيلِ اللّهِ كَثِيراً [160] وَأَخْذِهِمُ الرِّبَا وَقَدْ نُهُواْ عَنْهُ... [161]﴾ (سورة النساء).وهذه الآية مدنية ، وهي درس قصه الله سبحانه علينا من سيرة اليهود الذين حرم عليهم الربا فأكلوه واستحقوا عليه اللعنة والغضب، وهو تحريم ( بالتلويح ) لا (بالتصريح) لأنه حكاية عن جرائم اليهود وليس فيه ما يدل دلالة قطعية على أن الربا محرّم على المسلمين . وهذا نظير ( الدور الثاني ) في تحريم الخمر﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ﴾( سورة البقرة : 219) حيث كان التحريم فيه بالتلويح لا بالتصريح .
الدور الثالث: نزل قوله تعالى :﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ الرِّبَا أَضْعَافاً مُّضَاعَفَةً﴾( سورة آل عمران : 130). الآية وهذه الآية مدنية وفيها تحريم للربا صريح ولكنه تحريم (جزئي) لا ( كلي) لأنه تحريم لنوع من الربا الذي يسمى ( الربا الفاحش ) وهو الربا الذي بلغ في الشناعة والقبح الذروة العليا، وبلغ في الإجرام النهاية العظمى، حيث كان الدَينُ فيه يتزايد حتى يصبح أضعافا مضاعفة، يضعف عن سداده كاهل المستدين، الذي استدان لحاجته وضرورته وهو يشبه تحريم الخمر في المرحلة الثالثة حيث كان التحريم جزئيا لا كليا في أوقات الصلاة : ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاَةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى حَتَّىَ تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ...﴾( سورة النساء : 43).
الدور الرابع: وفي هذا الدور الأخير نزل التحريم الكلي القاطع ، الذي لا يفرّق بين قليل أو كثير، والذي تدل النصوص الكريمة على أنه قد ختم فيه التشريع السماوي بالنسبة إلى حكم الربا، فقد نزل قوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ [278] فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَإِن تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لاَ تَظْلِمُونَ وَلاَ تُظْلَمُونَ [279]﴾( سورة البقرة).
وهذه الآيات الكريمة التي كانت المرحلة النهائية في تحريم الربا تشبه المرحلة النهائية في تحريم الخمر في المرحلة الرابعة منه حيث حرمت الخمر تحريما قاطعا جازما في قوله تعالى :﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾( سورة المائدة : 90).
وبهذا البيان يتضح لنا سر التشريع الإسلامي في معالجة الأمراض الاجتماعية التي كان عليها العرب في الجاهلية بالسير بهم في طريق ( التدرج)" (روائع البيان تفسير آيات الأحكام من القرآن، محمد علي الصابوني، 2/427-429).
قس على هذا التدرج في باقي الأمور والتدرج في الجهاد القتالي؛ من الكف عن القتال، إلى الإذن في القتال بدون فرض، إلى وجوب القتال لمن قاتل المسلمين من الكفار دون من لم يقاتلهم، إلى أن استقر وجوب قتال المشركين كافة كما يقاتلوننا كافة.
وكذلك التدرج في تأديب المرأة الناشز من الموعظة إلى الهجر في المضجع إلى الضرب غير مبرح، إلى تدخل الحكمين إلى إصلاح أم إلى طلاق بمعروف. ثم التدرج في طلاب العلم وتزكية النفس...
3- (التدرج في الدعوة المحمدية:فكما تدرج تنزيل أحكام الشريعة تدرجت الدعوة المحمدية، فمن دعوة سرية إلى دعوة جهرية إلى الهجرة إلى الحبشة إلى البحث عن سند اجتماعي وطلب النصرة من القبائل، إلى الهجرة وبناء الدولة الإسلامية بالمدينة إلى السرايا والبعوث والغزوات لحمايتها من كيد الكائدين ودسائس الماكرين.
إذًا فهذه القاعدة الكلية و"السنة الإلهية في رعاية التدرج، ينبغي أن تتبع في سياسة الناس، وعندما يراد تطبيق نظام الإسلام في الحياة، واستئناف حياة إسلامية متكاملة.
فإذا أردنا أن نقيم (مجتمعا إسلاميا حقيقيا) فلا نتوهم أن ذلك يتحقق بجرة قلم، أو بقرار يصدر من ملك أو رئيس، أو مجلس قيادة أو برلمان.
إنما يتحقق ذلك بطريقة التدرج، أعني بالإعداد والتهيئة الفكرية والنفسية، والأخلاق الاجتماعية.
وهو نفس المنهاج الذي سلكه النبي صلى الله عليه وسلم، لتغيير الجاهلية إلى حياة إسلامية. فقد ظل ثلاثة عشر عاما في مكة، كانت مهمته فيها تنحصر في تربية الجيل المؤمن الذي يستطيع فيما بعد أن يحمل عبء الدعوة، وتكاليف الجهاد لحمايتها ونشرها في الآفاق.
ولهذا لم تكن المرحلة المكية مرحلة تشريع وتقنين، بل مرحلة تربية وتكوين.
وكان القرآن نفسه فيها يعني –قبل كل شيء-، بتصحيح العقيدة وتثبيتها، ومد أشعتها في النفس والحياة، أخلاقا وأعمالا صالحة، قبل أن يعني بالتشريعات والتفصيلات"( الخصائص العامة للإسلام، الشيخ يوسف القرضاوي، ص182).
فكما رأينا التدرج في الأمور الشرعية السابقة هناك تدرج كذلك في قطع دابر الكافرين المستكبرين الجاحدين بآيات الله تعالى من إمهال إلى استدراج إلى تدمير وهلاك ؛ قال الحق جل وعلا:{وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ}( سورة الأعراف: 182)، وقال عز من قائل: {فَذَرْنِي وَمَنْ يُكَذِّبُ بِهَذَا الْحَدِيثِ سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ}( سورة القلم: 44).
4- (التدرج في التربية النبوية للصحابة:إن مراعاة التدرج كانت سمة لازمة للتربية النبوية للصحابة في مكة والمدينة، لأن تربية النفس الأمارة بالسوء وغسلها وتزكيتها وتطهيرها حتى يزول ما علق بها من شرك وجبروت و آفات ليس بالخطب الهين، كما أن ما تجذرت عليه من مألوفاتها لا يمكن إزالتها في وقت وجيز، بل الأمر يحتاج إلى تدرج ومراحل عديدة.
فالتدرج لازم لتربية النفوس؛ إذ هو سنة من سنن الله في خلقه التي يجب مراعاتها والأخذ بها، فكما بدأت الدعوة النبوية بالتدرج عبر مراحل، فكذلك التربية والدعوة جزء منها، وهذا في غاية الأهمية؛ إذ لا يمكن أن نتصور تغييرا بين عشية وضحاها، فلو كان الأمر كذلك، لكان سيد الوجود أولى به، وقد أخذ بسنة التدرج في كل أنواع الجهاد، من تربية ودعوة وقتال في سبيل الله وبناء المجتمع الإسلامي...لأن التربية عليها مدار كل شيء؛ إذ لا يمكن أن نتصور جهادا بدون تربية.
هذا فضلا على أن التربية تقوم بمعالجة أشخاص لهم ماض، وبيئة اجتماعية مفتونة، واستعدادات. هذه المعالجة تريد من المربي أو المصحوب أن يتدرج في التربية، وتريد منه حلما كثيرا وتؤدة، وصبرا طويلا، وتنويعا في الوسائل والأساليب، حتى تنضج الثمرة، ويشتد عود الغرس.
والله جل في علاه خلق السموات والأرض في ستة أيام، وخلق الإنسان عبر أطوار نطفة فعلقة فمضغة...، وكذلك الحيوانات والأشجار والنباتات، ونزول الغيث... وكذلك نزول القرآن بالتدرج، وهو سبحانه تعالى وتقدس قادر على أن يقول لشيء كن فيكون، ومع ذلك كان الخلق في تدرج لينبهنا إلى أهمية هذه السنة الإلهية في الحياة، فالأمة المستخلفة في الأرض والمبشرة بالخير والمتطلعة إلى التمكين والظهور في الأرض لابد لها أن تسلك سبيل التدرج في كل شيء.
ويبدو أن استيعاب هذه السنة الإلهية يعين على حل الكثير من المشاكل، واقتحام العقبات الكأداء.
ولذلك مكث النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة عشر عاما في مكة، وعشر سنوات في المدينة يربي أصحابه على الإيمان والمحبة والبذل والتؤدة والجهاد... مراعيا سنة التدرج، وسنة الله في تغيير ما بالأنفس، فتدرجت التربية من صحبة النبي صلى الله عليه وسلم، إلى الإيمان بكل أركانه، وذكر الله وعبادته، إلى اختبار الصدق والإخلاص بالابتلاء، إلى البذل والسخاء، إلى ربط العلم بالعمل، إلى التميز عن المشركين ومفارقتهم، إلى الصبر وتحمل الأذى في سبيل الله، إلى تجديد قصدٍ ومضاءٍ في الطريق، إلى اكتمال الرجولة والجهاد والموت في سبيل الله.
خلاصة:
وباشتمال أحكام التدرج للصفة الخلقية للإنسان ولغيره من المخلوقات، مع التدرج في التشريع، والتدرج في الدعوة والتربية، والتدرج في إهلاك الظالمين، يستكمل التدرج شموليته في الخلق والأمر.



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عمر خليفة
 
 
avatar

عدد المساهمات : 79
تاريخ التسجيل : 19/02/2011

مفهوم الحرية Empty
مُساهمةموضوع: رد: مفهوم الحرية   مفهوم الحرية Icon_minitime1الأحد 13 مارس 2011 - 8:52

محمد احمد الياس كتب:
نشكر الاخ عمر خليفة على التفصيل الشامل والمفيد لمفهوم الحرية من مختلف الرؤى ،فهذا عهدنا به منذ زمن بعيد ،أن الحقيقة هى مبتغاه وضالته،وقد أبلى وراءها بلاء حسنا وفتح خشوم مراح من البقر بدلا من بقرة واحدة، ثبت الله أجرك أخى عمر ،وإسمح لى أن أتداخل معك فى رأيك الشخصى والذى بدا لى (حسب فهمى البسيط ) "أنك تقصد أنه بما أن الإسلام حدد لنا ماذا نعبد وماذا نعتقد إذن نحن ليست أحرار" ،فاذا كان فهمى لمعنى رأيك سليما ، أعتقد أنك ذهبت الى معنى مختلف تماما عن مقصد الإسلام من تحديد وجهتى العبادة والاعتقاد ،فالاسلام بهذا صحح وجهة العبادة والاعتقاد،وترك الحرية لكل الناس فى الإختيار ،و لم يكره أحدا على إتباعه وقد ورد فى القران "من شاء فيؤمن ومن شاء فليكفر" "ولا إكراه فى الدين" ونصح الرسول (ص) بالدعوة بالتى هى أحسن إذ قال له "إنك لا تهدى من أحببت ولكن الله يهدى من يشاء" ،لذلك أحسب أن الاسلام لم ينفى الحرية قط بل دعا اليها،وفى السيرة مشاهد كثيرة من الصحابة الذين إختلفوا فى الرؤى مع أئمتهم ومنهم من حارب إستعباد الناس وقد ولدتهم امهاتهم أحرارا على حد قوله ،لذلك وددت فقط التفاهم معك حول تصحيح الفهم لمسألة أننا لسنا أحرارا لأن الإسلام حدد لنا من نعبد وماذا نعتقد ،وبعدها نذهب الى جوانب أخرى من الحوار ،لك التحية ووافر الاحترام



التحية لك الاستاذ محمد الياس وعلى ماذكرت ونعود للحرية ومفهومها : ذكر معاليكم فى التعليق ‘علاه أن الاسلام لم يكره أحد على إتباعه وقد ورد فى القرأن الاية :- ( من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ) عليه أود توضيح التالى

هذه الأية لم يرد فيها التخيير لنا ولم ترك الباب مفتوحا للحرية فى هذه الجزئية واليك شرح الأية

في سورة الكهف الآية [29]: ﴿وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاء كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءتْ مُرْتَفَقًا29﴾.يظن كثير من الناس ومنهم من يُعنى بتلاوة القرآن وتفسيره أن الله تعالى يُخيّر في الآية بين الإيمان والكفر، ومن الأساتذة من يعتبر الآية دليل الحرية في الفكر والتفكير وإبداء الرأي مما يدل على عظمة المنهج في القرآن الكريم، وهو يخيّر بين الحق والباطل والإيمان والكفر دون إكراه أو قهر أو قسر. والحقيقة أن الآية لا تُخيّر كما ظنّوا أو زعموا لما يأتي:
أ- لأن التخيير يُستخدم له حرف «أو» لا حرف «الواو»، وفي الآية حرف «الواو» لا حرف «أو»؛ فلا تخيير في الآية إذاً كما هو واضح بيّن.
ب- لأن التخيير يكون بين شيئين حَسَنَين كلاهما خير وبر وصلاح وإصلاح، ولا صيما حين يكون المُخيِّرُ رحيماً كريماً لطيفاً خبيراً. فالطبيب يخيّرك بين دوائي أحياناً؛ فإن لم تجد الأول استعملت الثاني، وكلا الدوائيين ناجع مفيد، وسبيل للشفاء من الداء، بإذن الله الذي يفعل ما يشاء، ولا يُعقَل ولا يُقبَل أن يخيّر المريض بين دواء ناجع فاعل وآخر سُمٍّ قاتل. والآية نزلت في كفارٍ متكبّرين من قريش رفضوا أن يجلسوا مع الفقراء المؤمنين في مكة المكرمة، وطلبوا من الرسول صلى الله عليه وسلم أن يخصَّهم بمجلسٍ لا يحضره غيرهم ليحاوروه، فنزل قوله تعالى: ﴿وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بالغدارة والعش يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا28﴾ [الكهف: 28] ﴿وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ﴾ إلى قوله ﴿مُرْتَفَقًا﴾ لينحس الموقف ويبين حكم الله في المساواة والعدل والإنصاف، وأن الله تعالى يحب ويؤثر أهل الإيمان والحق ولو كانوا فقراء.
ويكره ويمقت ويتوعد أهل الكفر والباطل ولو كانوا أغنياء؛ لأن الغنى غنى النفس بما تحمل من عقيدة التوحيد السليمة مع العزة والكرامة، لا غنى المال في ساحة الشرك وإتباع الهوى، وأن الرُّشْدَ قد تبيَّن فعلى الخَلْق إتباعه وأن الغيَّ هلاك ودمار فعلى الناس اجتنابه، فمن شاء الرشد والحق فليؤمن كما أمر الله وليستقم، واللام في «فليؤمن» هي لام الأمر، والله يأمر بالإيمان والعدل والإحسان، ومن رفض الإيمان والحق والرشد «فلْيكفر» واللام هنا –وإن كانت جازمةً وهي لام الأمر- فالأمرُ هنا قد خرج عن معناه الأصلي إلى التهديد والوعيد والإنذار كما يقرّر علم البلاغة. لأن الله لا يأمر بالكفر والباطل والطغيان، بل ينهى عن ذلك وعن كل فحشاء أو منكر، ويتوعّد من يفعل ذلك بعذاب أليم، وندم مقيم في الدنيا والآخرة.
ودليل أنَّ المراد من قوله تعالى: ﴿وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ﴾ التهديد والوعيد والإنذار، لا التخيير أو الاختيار هو: ذكر العذاب الذي هدَّد الله به من كفر في الآية [29] من الكهف: ﴿إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا﴾ فمن آمن نجا وفاز وظَفِر، ومن كفر فقد هلك وخاب وخَسِر.
ويؤيّد هذا قوله تعالى في سورة الإنسان الآية [3]: ﴿إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا3﴾ أي بينا للإنسان طريق الحق وطريق الباطل، وعرفناه سبيل الإيمان وسبل الشيطان والطغيان والكفران، فإما أن يؤمن فيهتدي ويكون «شاكراً»، وإما أن يكفر ويضل فيكون «كفوراً» وجاءت بصيغة المبالغة لأنها الأكثر، وجاءت مع الشكر بدون صيغة المبالغة لأنها الأقل. حيث قل من يشكر وكثر من يكفر، فإن آمن وشكر نجا وفاز، وإلا هلك فندم وخاب وخسر فجاء بعد ذلك العقاب لمن كفر، فقال تعالى في السورة نفسها الآية [4]: ﴿إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سلاسل وَأَغْلَالًا وَسَعِيرًا4﴾ فتدبّر.
* * *
* المصدر:
- الجديد في فقه لغة القرآن الكريم: الشيخ هشام ألحمصي
والله ‘علم

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
حسن اسماعيل
 
 
avatar

عدد المساهمات : 1242
تاريخ التسجيل : 27/05/2010

مفهوم الحرية Empty
مُساهمةموضوع: رد: مفهوم الحرية   مفهوم الحرية Icon_minitime1الأحد 13 مارس 2011 - 9:09

احرارا في حدود ادراكنا.. فلنا حريه التفكير وحريه التنقل والراي . في راي معظمها حريات شخصيه للفرد فقط اما اذا تعدد العموم فلا حريه لك ..
كل هذه الحريات مقيده ايضا بضوابط صارمه جدا حفاظا علي المجتمع من الافراط في التفكير مثلا والاتيان بما يمثل فتنه فهنا وجب البتر
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عمر خليفة
 
 
avatar

عدد المساهمات : 79
تاريخ التسجيل : 19/02/2011

مفهوم الحرية Empty
مُساهمةموضوع: رد: مفهوم الحرية   مفهوم الحرية Icon_minitime1الأحد 13 مارس 2011 - 9:10

الاستاذ محمد الياس التحية مجددا
الاية الثانية التى تستدل بها هى :-( أنك لا تهدى من أحببت .........)
أيضا لا يوجد فيها تخيير وهذا ما ورد فيها
باب قول الله تعالى: إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، قال المصنف -رحمه الله تعالى-: باب قول الله -تعالى-: إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ .

وفي الصحيح عن ابن المسيب عن أبيه قال: لما حضرت أبا طالب الوفاة جاءه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وعنده عبد الله بن أبي أمية وأبو جهل فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: يا عم قل لا إله إلا الله كلمة أحاج لك بها عند الله. فقالا له: أترغب عن ملة عبد المطلب؟ فأعاد عليه النبي -صلى الله عليه وسلم- فأعاد فكان آخر ما قال: هو على ملة عبد المطلب وأبى أن يقول: لا إله إلا الله.

فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- لأستغفرن لك ما لم أُنْهَ عنك فأنزل الله عز وجل: مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى وأنزل الله -تبارك وتعالى- في أبي طالب: إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ

الباب الذي بعده باب قول الله -تعالى-: إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ مناسبة هذا الباب لكتاب التوحيد أن الهداية من أعز المطالب، وأعظم ما تعلق به الذين تعلقوا بغير الله أن يكون لهم النفع في الاستشفاع، وفي التوجه في الدنيا والأخرى.

والنبي -عليه الصلاة والسلام- وهو سيد ولد آدم، وهو أفضل الخلق عند ربه -جل وعلا- نفي عنه أن يملك الهداية، وهي نوع من أنواع المنافع، فدل على أنه عليه الصلاة والسلام ليس له من الأمر شيء، كما جاء في ما سبق في باب قول الله تعالى: أَيُشْرِكُونَ مَا لَا يَخْلُقُ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ في سبب نزول قول الله -تعالى-: لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ .

فإذا كان النبي -عليه الصلاة والسلام- ليس له من الأمر شيء، ولا يستطيع أن ينفع قرابته: يا فاطمة بنت محمد سليني من مالي ما شئت لا أغني عنك من الله شيئا .

إذا كان هذا في المصطفى -صلى الله عليه وسلم- وأنه لا يغني من الله -جل وعلا- عن أحبابه شيئا، وعن أقاربه شيئا، وأنه لا يملك شيئا من الأمر، وأنه ليس بيده هداية التوفيق، فإنه أن ينتفي ذلك، وما دونه عن غير النبي -صلى الله عليه وسلم- من باب أولى.

فبطل إذن كل تعلق للمشركين من هذه الأمة بغير الله -جل وعلا- لأن كل من تعلقوا به هو دون النبي -عليه الصلاة والسلام- بالإجماع، فإذا كانت هذه حال النبي -عليه الصلاة والسلام- وما نفي عنه، فإن نفي ذلك عن غيره -صلى الله عليه وسلم- من باب أولى قال هنا: باب قول الله -تعالى-: إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ .

قال هنا: باب قول الله تعالى: إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ "لا" هنا نافية، وقوله: "تهدي" الهداية المنفية هنا هي هداية التوفيق والإلهام الخاص، والإعانة الخاصة هي التي يسميها العلماء هداية التوفيق والإلهام.

ومعناها أن الله -جل وعلا- يجعل في قلب العبد من الإعانة الخاصة على قبول الهدى، ما لا يجعله لغيره، فالتوفيق إعانة خاصة لمن أراد الله توفيقه.

بحيث يقبل الهدى، ويسعى فيه، فَجَعْلُ هذا في القلوب ليس إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- إذ القلوب بيد الله، يقلبها كيف يشاء، حتى من أحب لا يستطيع عليه الصلاة والسلام أن يجعله مسلما مهتديا، فمن انفع قرابته له أبو طالب، ومع ذلك لم يستطع أن يهديه هداية توفيق، فالمنفى هنا هو هداية التوفيق.

والنوع الثاني من الهداية المتعلقة بالمكلف: هداية الدلالة والإرشاد، وهذه ثابتة للنبي -صلى الله عليه وسلم- بخصوصه، ولكل داع إلى الله، ولكل نبي ورسول قال جل وعلا: إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ .

وقال جل وعلا في نبيه -عليه الصلاة والسلام-: وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ صِرَاطِ اللَّهِ فتهدي يعني: لتدل وترشد إلى صراط مستقيم بأبلغ أنواع الدلالة، وأبلغ أنواع الإرشاد، الدلالة والإرشاد المؤيدان بالمعجزات والبراهين، والآيات الدالة على صدق ذلك الهادي، وصدق ذلك المرشد، فإذن الهداية المنتفية إذن هي هداية التوفيق.

وهذا يعني أن النفع وطلب النفع في هذه المطالب المهمة يجب أن يكون من الله - جل وعلا- وأن محمدا -عليه الصلاة والسلام- مع عِظَم شأنه عند ربه، وعظم مقامه عند ربه، وأنه سيد ولد آدم، وأنه أفضل الخلق عليه الصلاة والسلام، وأشرف الأنبياء والمرسلين إلا أنه لا يملك من الأمر شيئا، عليه الصلاة والسلام.

فبطل إذن تعلق القلوب في المطالب المهمة في الهداية، وفي المغفرة، وفي الرضوان، وفي البعد عن الشرور، وفي جلب الخيرات إلا بالله -جل وعلا- إنه هو الذي تتعلق القلوب به خضوعا وإنابة ورغبا، ورهبا وإقبالا عليه، وإعراضا عما سواه سبحانه وتعالى.

قال بعد ذلك: "في الصحيح عن ابن المسيب عن أبيه قال: لما حضرت أبا طالب الوفاة جاءه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- …. إلى أن قال: فقال له: يا عم قل: لا إله إلا الله، كلمة أحاج لك بها عند الله.

فقالا له: أترغب عن ملة عبد المطلب؟ فأعاد عليه النبي -عليه الصلاة والسلام- فأعادا، فكان آخر ما قال: هو على ملة عبد المطلب، وأبى أن يقول: لا إله إلا الله
.

في هذا القدر من الفائدة أن هذه الكلمة كلمة لا إله إلا الله ليست كلمة مجردة عن المعنى، تنفع من قالها، ولو لم يقر بمعناها، والعرب كانوا لصلابتهم وعزتهم ورجولتهم ومعرفتهم بما يقولون، كانوا إذا تكلموا بكلام يَعُونَ ما يتكلمون به، يعون كل حرف، وكل كلمة، خوطبوا به أو نطقوا به هم.

فلما قيل لهم: قولوا لا إله إلا الله، مع أنها كلمة يسيرة، لكن أَبَوْا؛ لأنهم يعلمون أن هذه الكلمة معناها إبطال إلهك من سوى الله -جل وعلا- ولهذا قال -جل وعلا-: إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُو آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَجْنُونٍ بَلْ جَاءَ بِالْحَقِّ وَصَدَّقَ الْمُرْسَلِينَ الآيات.

وكذلك قوله في أول سورة "ص" قول الله -جل وعلا- مخبرا عن قولهم: أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا استنكروا لا إله إلا الله، وهذا هو الذي حصل مع أبي طالب حيث قال له النبي -صلى الله عليه وسلم-: قل لا إله إلا الله، كلمة أحاج لك بها عند الله .

فلو كانت مجردة من المعنى عندهم، أو يمكن أن يقولها دون اعتقاد ما فيها، ورضا بما فيها، ويقين وانتفاء الريب، لقالها لكن ليس هذا المقصود من قول: لا إله إلا الله؛ بل المقصود هو: قولها مع تمام اليقين بها، وانتفاء الريب، والعلم، والمحبة إلى آخر الشروط.

فقالا له: أترغب عن ملة عبد المطلب وهذا فيه والعياذ بالله ضرر جليس السوء على المُجَالِس له فكان آخر ما قال: هو على ملة عبد المطلب وأبى أن يقول لا إله إلا الله، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: لأستغفرن لك ما لم أُنْهَ عنك .

وهذا موطن الشاهد من هذا الحديث، ومناسبة هذا الحديث لهذا الباب أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: لأستغفرن لك واللام هنا هي التي تقع في جواب القسم، فثَمَّ قَسَمٌ مقدرٌ تقديره: والله لأستغفرن لك .

وحصل من النبي -صلى الله عليه وسلم- أن استغفر لعمه، ولكن هل نفع عمَّهُ استغفارُ النبي -صلى الله عليه وسلم- له؟ لم ينفعه ذلك، وطلب الشفاعة والاستشفاع هو من جنس طلب المغفرة، فالاستغفار طلب المغفرة، والشفاعة قد يكون منها طلب المغفرة فردت.

رد ذلك؛ لأن المطلوب له؛ لأن المُسْتَشْفَع له المشفوع له مشرك بالله، والاستغفار والشفاعة لا تنفع أهل الشرك، والنبي -صلى الله عليه وسلم- لا يملك أن ينفع مشركا في مغفرة ذنوبه، أو أن ينفع أحدا ممن توجه إليه بشرك في إزالة ما به من كربات، أو جلب الخيرات له.

لهذا قال: لأستغفرن لك ما لم أُنْهَ عنك، فأنزل الله -عز وجل- مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ .

وهذا ظاهر في المقام أن الله -جل وعلا- نهى النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يستغفر للمشركين، وكلمة مَا كَانَ في الكتاب والسنة تأتي على استعمالين:

الاستعمال الأول: النهي. والاستعمال الثاني: النفي.

النهي مثل هذه الآية وهي قوله: مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ هذا نهي عن الاستغفار لهم، وكذلك قوله: وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً والنفي كقوله: وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ .

ونحو ذلك من الآيات فإذن مَا كَانَ في القرآن تأتي على هذين المعنيين، وهنا المراد بها النهي، نهي أن يستغفر أحد لمشرك، وإذا كان كذلك فالميت الذي هو من الأولياء من الأنبياء من الرسل، فإذا نهي في الحياة الدنيا أن يستغفر لمشرك، فهو أيضا، لو فرض أنه يقدر على الاستغفار في حال البرزخ، فإنه لن يستغفر لمشرك، ولن يسأل الله لمشرك توجه إليه بالاستشفاع أو توجه إليه بالاستغاثة، أو بالذبح، أو بالنذر، أو تألهه، أو توكل عليه، أو أنزل به حاجاته من دون الله جل وعلا.

قال: وأنزل الله في أبي طالب إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ نعم.

المصدر

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
والله أعلم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
على احمد ابوشنب
 
 
على احمد ابوشنب

عدد المساهمات : 450
تاريخ التسجيل : 10/06/2010

مفهوم الحرية Empty
مُساهمةموضوع: رد: مفهوم الحرية   مفهوم الحرية Icon_minitime1الإثنين 14 مارس 2011 - 19:56

خلقت طليقا كطيف النسيم وحـــــــــــــرا كنور الضحى فى سماة
اشدو بما شاء وحى الالة
وقال الطائر فى قصيدة
قدكان عندى طائر
فى قفص من خشب
جميل شكل ريشة حلو طويل الزنب
ففر عنى ومضى
دون ادنى سبب
وقال لى حرية لا تشترى بالذهب
الشكر للاخ طارق على الطرق وللاخوة المتداخلين على التوضيح
فها هى ازمان الحرية قد بدت والله يكضب الشينة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
طارق المامون
 
 
طارق المامون

عدد المساهمات : 2075
تاريخ التسجيل : 22/06/2010

مفهوم الحرية Empty
مُساهمةموضوع: رد: مفهوم الحرية   مفهوم الحرية Icon_minitime1الأحد 20 مارس 2011 - 8:18

اولا لكم التحية الأخوة ..
الحبيب ابو زينب
الأخ عمر خليفة
الأخ الحبيب صديق خالد
الأخ الحبيب حسن اسماعيل
الأخ الحبيب على شنبو
اشكركم على تداخلك الثر الذي اثرى الموضوع بفهم راقي ..وبتحاور موضوعي وزاد من معلوماتنا الكثير
كما وإتضح جليا بأن الحرية كلمة فضفاضة .. وجلابية واسعة ..
الحرية .. ليس لها معنى .. وتعريف محــدد .. لأنها تحررت نفسها من قيود التعريف والمعنى .. الحرية ليست مادة تدرس في المدارس .. وليست مهارة وصنعة تكتسب واصبحت صفة أخلاقية .. وحاجة إنسانية مثلها مثل الأكل والشرب والهواء .. التصرف بأرائك وبكامل قواك العقلية .. وليس من الحرية التعدي على الغير بالسب والشتم والتلفظ وليس من الحرية التسلط على الآخرين وفرض الرأي عليهم .. الحرية هي الإعتراف بالآخر ..
وفي عهد عمر بن الخطاب رضى الله عنه تم فتح الشام .. فهو لم يهدم الكنايس عندما فتحها بل ابقاها على ماهي عليه . وهذا نوع من الإعتراف بالآخر وأن له حقوق يجب أن تعطي وإن كان كافرا ..
قال ابو حيان التوحيدي في معاني الخير والإختيار : ( إن الإنسان تصدر منه حركات وأفعال كثيرة لاتشبه بعضها بعضا ، فيظهر منه فعل من حيث أن جسم طبيعي يناسب به الجماد ، وبعضها تتناسب بفعل البهائم . ولكل فعل من هذه الأفعال عوائق وموانع كثيرة بعضها طبيعية وبعضها إتفاقية ، وبعضها قهرية ) ..

حرية التدين والإعتقاد في الإسلام ..محددة بالخضوع .. كما قال المفكر غارديه ( إن الحرية في الإسلام هى حرية مربوطة بالخضوع ) .. وفعلا كما تفضل الأخ عمر بأن الإسلام حدد لنا ماذا نعبد .وهل الناس تعبد غير الله ؟ .. وفي كل الديانات السماوية والرسل التى نقر بها إيمانا تاما .. الم تدعو الناس لعبادة الله الواحد الأحد ؟ .. هذا الأمر لا جدال فيه ولا خلاف .. وكلنا عبيد لله .. نخضع له بعبودية تامة .. يقرها القلب إيمانا . بأنه هو الخالق وهو ملك الملوك .. لانتوجه إلا اليه .. وبرغم إن الإسلام هو آخر رسالة سماوية وخاتمة .. فهل نقاتل المسيحين الذين يعيشون بيننا لأنهم غير على ملتنا ؟ ونكرههم لإعتناق الإسلام ؟ ..
الإسلام لا يقر بإكراه الناس ليؤمنوا (ومن يشاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ) وحسابه على الله .. الدعوة الى الإسلام بالحكمة والموعظة الحسنة .. قال الله تعالي : ( ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنيين ) (يونس 99) .. الخضوع والحديث في حرية الإعتقاد .و سوف يجرنا الى متاهات كثيرة .. وأنا شخصيا أحاول بقدر الأمكان النأي بنفسي .. عن متاهات لا أمتلك لها المعلومات الكافية .. وسوف اكتفي بهذا القدر .. وما أورده الحبيب أبو زينب من دلائل ومارد به الأخ عمر كافية جدا .. كل الذي أعرفه في هذه الجزئية .. بأن الأسلام كفل حرية الأعتقاد والتعبد .. وحتى الذين يرتدون عن الإسلام لا توجد آيات محددة بإقامة حد القتل عليهم إذا لم يتوبوا اللهم إلآ ماجاء في الحديث عن النبي صلي الله عليه وسلم قال : ( من بدل دينه فأقتلوه ) رواه البخاري ..

وللمفكر عبدالرحمن الحلي رأي واضح حيث يقول في كتابه ( حرية الإعتقاد في القرآن الكريم : واذا كان الدين هداية إختيارية فحرية الإعتقاد مكفولة في الإسلام ولكل إنسان حق في عدم التعرض للضغط والقمع أو التدخل في شؤونه المتعلقة بإعتناق دين معين من حيث التصور لله والكون والإنسان . بل يدخل في حرية الإعتقاد التصور الذي يرفض فكرة الدين اصلا) ..

الموضوع حقيقي كبير .. والجلابية واسعــة .. والحرية مطاطة .. الحرية تعنى الحوار التحاور مع النفس .. اولا ومع الأسرة
والأهل والأبناء .. فهل نحن نمارس حق الحوار مع الأبناء .. لمعرفة فيما يفكرون .. ام نمارس معهم فرض اراء وبتسلط وقهر مستخدمين تارة حق الفيتو .؟ هل نمنحهم حرية التعبير عن ارائهم ؟ .. ام نحن أنفسنا نعيش في طواغيت وجبروت التقاليد والعدات ؟ ..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صديق خالد عوض الكريم
 
 
صديق خالد عوض الكريم

عدد المساهمات : 962
تاريخ التسجيل : 28/04/2010
المزاج : fantastic

مفهوم الحرية Empty
مُساهمةموضوع: رد: مفهوم الحرية   مفهوم الحرية Icon_minitime1الإثنين 21 مارس 2011 - 9:43

[b]بسم الله الرحمن لرحيم
قل يا أيها الكافرون*لا أعبد ما تعبدون*ولا أنتم عابدون ما أعبد*ولا أنا عابد ما عبدتم* ولا أنتم عابدون ما أعبد*لكم دينكم ولي دين*
صدق الله العظيم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 

مفهوم الحرية

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 

 مواضيع مماثلة

-
» الحرية وارادة الانسان
» مفهوم العبادات
» مفهوم التسامح
» ما هو مفهوم الثقافة ؟
» مفهوم التخطيط الاقتصادي
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات ابناء منطقة الهدى :: المنتديات العامة :: المنتدى العام-
انتقل الى: