في اواخر يونيو 1989 ركبنا (قلاب) جلال محمدنور ـ والذي جاء الى مناقزة لحمل بعض الأشياء ـ وتحركنا صوب قرية الولي
وهناك زاد عددنا ثم الي قرية أم تريبات حيث اكتمل العدد .... الوجهة كانت مدينة الهدى .... المناسبة ـ زواج أبن عمنا ـ عادل محمد نور
ووصلنا للهدى في منتصف النهار و(توش) دخلنا في معمعة المناسبة _ اذ كنا وقتها شبابا لا يشق له غبار _ ثم بعض الزيارات للأقارب
ثم تهيأنا لجفلة الحنة ... ونحن في غمرة أفراحنا وفي نشوة الطرب والرقص !! كان هنالك خطب ما يجري في الخرطوم .... وبعد أن استمتعنا
بذلك الحفل وخلدنا في النوم العميق .... طلعت علينا شمس ذلك اليوم والمارشات العسكرية تصدح في اذاعة أم درمان معلنة زوال عهد وقدوم
عهد آخر ... ثم جاء بيان الأنقلابيون الاول والذى تلاه عمر البشير قائد الأنقلاب .... بعدها بقليل سمعنا طلقات رصاص ... وسألت عن ماهية هذه الطلقات ؟؟ فقيل لي هذا عمك (بدر الدين ود ابو شنب ) يحتفل بزوال عهد الصادق المهدي .... لماذا ؟؟؟ قالوا أنه جناح السيد الهادي ..... وما كان يدري عمنا بدر الدين أن من سرق السلطة وقتها هو نسيب آل المهدي (الترابي) والذي فعل فينا هو وأعوانه ما فعل و(غار) هو ايضا وترك لنا تلاميذه
لتجهز على ما تبقى وكلكم تعيشون هذا الفيلم الذي أخرجه الترابي لكنه الآن يشاهد خواتيمه المفزعة من خارج القاعة ....... تدري هل ندم عمي ود اب شنب على رصاصاته التي أطلقها فرحا !!!!!