أحسن تمشي .. يا مولانا !
محمد لطيف
m.latiif@gmail.com
قال السيد رئيس البرلمان مولانا احمد ابراهيم الطاهر وفق ما نقلت صحف الأمس ( جايين عشان نعمل الحاجة الصاح التى ترضي الله حتى ولو أغضبت الشعب) .. وقبل أن نخطو خطوة واحدة إلى الأمام دعونا نطلق تحدياً سافراً في وجه مولانا .. إئتنا يا شيخنا بنموذج لعمل واحد يمكن أن يرضي الله ويغضب الشعب ... فالأمة يا شيخنا لا تجمع على باطل ... هذه واحدة .. وننتقل إلى الأخطر في حديث السيد احمد ابراهيم الطاهر؛ وهو يدير جلسة البرلمان التى أجازت الميزانية حيث يقول فى معرض دحضه لتحذيرات أطلقتها النائبة البرلمانية عائشة الغبشاوى... وهي من غلاة الإسلاميين.. وكانت تحذر من غضبة الشعب إن لم ينحاز البرلمان لمصالحه .. ولكن الطاهر يفاجئها ويفجعنا حين يقول (إن الدولة لا تخاف إلا الله وليس الشعب) ويضيف رئيس برلمانكم أيها الشعب ( نحن لن نخاف إلا من الله ، إذا كان وجودنا هنا خوفاً من الشعب فأحسن نمشي) ...!وكان الله فى عون ناخبي الدائرة (10) بارا الذين ظنوا (وبعض الظن إثم) أنهم بأصواتهم أتوا بالرجل نائباً عنهم .. وهم لا يعلمون أنه إنما أُسري به الى المقام الرفيع..!
هل تعلمون ماذا يعني ما قاله مولانا.. يعني ببساطة أنه يحكم بالحق الإلهي ..لا بتفويض من الشعب.. فالحكم بالحق الإلهي لا يعطي جهة .. غير الله .. حق محاكمة الحاكم بأمره .. هل يمكن أن نفهم غير ذلك ؟ .. والحكم بالحق الإلهي وما جنته الأمم من جرائه أفاض فيه العلماء .. نقرأ لفضيلة الشيخ الدكتور العالم الإسلامي المعروف سفر الحوالي من كتابه .. علمانية الحكم .. ما يلي (فى المرحلة السابقة للإسلام كان الملوك يستعبدون الناس لأنفسهم زاعمين أن لهم سلالة عرقية خاصة أسمى من العنصر البشري المشترك، وغلا بعض الطواغيت، فادعى أنه إله أو من نسل الآلهة كما فعل أباطرة الروم، ولم يكن ليدور في خلد أي منهم أن للأمة عليه واجبات وحقوقاً، وأن الكرسي والمنصب تكليف لا تشريف، بل كانوا يرون أن ما تقدمه لهم الأمم من مراسم الخدمة والولاء والخضوع المذل والتضحية بالنفس والنفيس لأجلهم ليس إلا واجباً مقدساً يقومون به تجاه العرش المحروس..)
إذن .. أرأيتم كيف ينطبق توصيف الحوالي على موقف مولانا ؟.. فالذي لا يخاف من الشعب..لا يؤتمن عليه.. ولن يرعى مصالحه .. والحال كذلك نقول لمولانا.. وبكل اطمئنان.. أحسن تمشي.. وهذا رأيه هو على كل حال..!!!
الاخبار
نشر بتاريخ 20-12-2011