الكتاب .. هل ما زال خير جليس في هذا الزمان ؟
الدستور – جمال خليفة
للقراءة في حياتنا أهمية عظمى فهي أبرز وسائل الثقافة وأفضل الطرق للمعرفة.. وفضل المؤمن المتعلم على الجاهل في ديننا كبير، فالقراءة هي أساس العقل والتربية والتعليم وهي نافذة يطل بها القارىء على المعارف والثقافات المتنوعة وخلاصة تجارب الآخرين وأفكارهم.
وتفيد الدراسات أن الطفل الأمريكى يقرأ 13 كتابا في السنة، بينما لاتتجاوز قراءة الطفل العربي 15 صفحة في السنة.. ناهيك عن الكتب الدراسية المقررة !!!
كذلك سرعة القراءة التي يبلغ معدلها في الدول العربية مابين150-170كلمة\الدقيقة .
بينما تبلغ في الدول الغربية حوالي250 كلمة\الدقيقة.
يجب ان تكون الكتب جزءا من ثقافتنا وتعمل على خلق جو مألوف وتهدف الى ايصال اللغة العربية الصحيحة الى القارىء بكل سهولة.
فالأطفال الصغار يحبون وينجذبون نحو الكتب التي تتكلم لغتهم نفسها فنجد الكتب الاجنبية دائما تتحدث بلغة سهلة جدا، وكل شعب يفضل ان يرى كلمات من لهجته فيها، فليس ضروريا لكل الكتب ان تعلمنا الفصحى، فلهجتنا لها أهمية خاصة وتربي فينا حسا وطنيا له خصوصيته كما انها تحبب الطفل في الموضوع المطروح.
تحمل كثير من كتب الدول أهدافا أساسية توجه وتخصص في جانب معين أو لأشخاص معينين، وهناك كتب تتخصص في الشعر أو سرد القصص، أو تتحدث عن ما ينمي قدرات الشخص العقلية وتركيزه ويوسع مداركه.
وتحمل عدد من الكتب سمة خاصة بها يتم توجيهها خصيصا لربة المنزل أو السيدات، مثل كتب الطبخ والديكور والتجميل والفن وغيرها.
والطفل يحتاج الى ان يستشعر هوية تميزه التي تكون مربوطة بنفسيته وبيئته خصوصا في سن صغيرة، فالطفل الصغير يحتاج إلى تعلم ما يحيط به أولا. وتحمل أفكارا ومواضيع متنوعة، بعضها باللهجة التي يستخدمها الطفل بشكل يومي مع أهله، لتعلم الطفل مفردات وقواعد يحتاجها، وتكون طبعا مرفقة بالصور التوضيحية لأنها تجذب الطفل نحو الإستمتاع بالقراءة. وقد أثبتت الدراسات ان الطفل في اول سنين حياته متمكن وقادر تماما على التفاعل وتعلم أكثر من لغة، ولذلك فعندما يقوم الأهل بتعليمه لغة واحدة فقط فهم يحرمونه من هذا التمرين الرياضي العقلي والذي يفتح ويوسع مداركه، وهذا مثال لقدرات الطفل الطبيعية فهو يسعى دائما لتعلم ما يمكنه من الاتصال مع العالم ويستطيع التفريق بين كل شخص وآخر. فعقل الطفل ليس الا قطعة اسفنج تمتص كل ما يقربها.
تنمية العقول
يقول «علي القواسمي» صاحب مكتبة: يحتاج شبابنا إلى ندوات تثقيفية حول القراءة، لأنهم قسموا وقتهم بين السهر على شاشات التلفزة، أو الالتصاق بكبسات الكمبيوتر للعب او الشات، أو متابعة آخر صرعات الاغاني والكليبات.
ويضيف: الإنسان بلا قراءة لا يسوى شيء، والأمة بلا كتاب كالانعام بل أشد ضلالة منها، فليس الهدف الأساسي من القراءة هو لزيادة ما في جعبتهم من المعلومات فحسب، بل من اجل تنمية عقولهم فتساعدهم على التركيز والانتباه، وتفتح مداركهم وعواطفهم للحياة، وتشبع خيالهم لغزارة ما فيها من قصص واحداث، وتغرس في نفوسهم القيم والأخلاق، وتخلق الرغبة لديهم في التعبير عن كل شيء يواجهونه في حياتهم بيسر وسهولة.
مكتبة خاصة
وتقول سناء الرنتيسي: أعتقد ان الكتاب لم يعد في وقتنا الحاضر «خير جليس» بسبب العوامل الكثيرة التي طغت على حياتنا، فنحن نحتاج من أجل تنمية ثقافتنا ان يتم تكريس أكبر جهد في إعداد مكتبة خاصة في المنزل لكي تكون الكتب في متناول أيدينا ساعة ما نشاء، وان يتم اختيار الكتب المفيدة التي تناسب اعمارنا ومداركنا، حتى نبتعد عن إشغال وقتنا بأشياء لا قيمة لها.
وتضيف: وبالنسبة للابناء يحب أن يكونوا قارئين متذوقين لما يقرأون، منسجمين مع الكتاب الذي بين ايديهم، يشدهم نحو التعمق فيه أكثر فأكثر، وينمي أفكارهم وثقافتهم، ولا يترك في نفوسهم أي أثر سلبي يجعل لهم حجة في الابتعاد عنه.
وتتطرق هيام الخريشة الى دور المجتمع ومسؤوليته عن تدريب الناس على مصاحبة الكتاب، حيث تقول: لخلق جيل قارئ يجب ان نوفر له الكتب القيمة الغنية ونضعها بين يديه، لتكون له مرجعا للبحث والدراسة والاستفادة، وهو بدوره يستطيع ان يعمد على إنشاء مكتبته الخاصة في منزله يضع فيها كل ما يروقه من كتب.