تصغير الحكومة بقلم ..عثمان ميرغني. السوداني الثلاثاء 26مايو2009 منعت الرقابة الأمنية نشره
الحكومة الكبيرة هي التي تنام ليلا بين الرجل وزوجته تتدخل في كل شيءمن تحديد ألوان علم البلاد الى تسمية المواليد عند ولادتهم تملك الجيش والشرطة والمنظمات والشركات التي تعمل من تجارة المصانع الى بيع المشروبات الباردةفي ناصية الشوارع دولةتملك الوزراء والمديرين والموظفين والعمال والشعب المواشي والأغنام والقرود (في حديقة الحيوان ) الحكومة تملك كل شيء دولة ينزل الشعب ضيفاعليها لاأكثر...
مثل هذه الحكومة الكبيرة تصنع مجتمعا ضعيفا لا يحتمل جسمه الفيروسات فقد تحطم جهاز المناعه لديه وتصبح مثل هذه الحكومه المكان المناسب للرجل غير المناسب.... يقوي فيها ساعد اللصوص ويصبح الملك العام نهبا مشاعا
لكن الحكومة الصغيرة هي التي تصنع مجتمعا كبيرا يحك جلده بظفره... وما حك جلدك مثل ظفرك ....مجتمع يقوم نسيجه العام على صياغة قانون حماية ثراواته وإخلاقه ونظامه مجتمع يملك كل شيء الشركات والمنظمات والقرود في حديقة الحيوان
لكن حكومتنا في السودان حكومة كبيرة
تملك كل شيء تملك الجيش والشرطة ومصانع السكر والحلويات والدقيق والرغيف والبسكويت وتملك البنوك ومحلات بيع الموز في الشوارع وبقالات التموين ومحلات الفاكهة ومغاسل الملابس الجافة وشركات المقاولات التي تبني من (المزيرة) الى الخزانات والمدارس العامة والقرانية والنموذجية والجامعات العامة والخاصة ومعاهد الكمبيوتر ومحلات الاتصالات العامه والبصات الداخلية وبين المدن وليموزين المطار وعيادات الأطباء وشركات الانتاج التلفزيوني ودور السينما والمسرح حتى الأندية الرياضية فالحكومات تملك الهلال والمريخ باختصار دولتنا تملك كل شيء وتعمل في كل شيء وتنافس نفسها في التجارة فالحكومة تاجر يربح من البيع لنفسه يشتري الجيب الأيمن من الأيسر فتربح الفرق بينهما لتضعه في الجيب الخلفي
والشعب هو الضيف الغريب إذا طرحت الحكومة عطاء فإن الأولوية لشركات الحكومة فبقية الشركات فهي اجنبية تتبع للشعب كيف تفضل الحكومة شركة يملكها مواطن على شركة تملكها الحكومة !!
وإذا فكرت الحكومة في بناء مشروع فإن أول ماتفكر فيه أن تنشىء شركة لتقوم بالمشروع وإذا رغبت في إقامة كافتيريا في وزارة فإنها تقيم شركة مرطبات وتمنحها حق هذا العمل ... وإذا قررت الحكومة تشييد طريق الشمال ليربط بين مدينة وآخرى فنها تامر الشعب بالتبرع للطريق ثم تخلق شركة للطرق والسدود لتقوم هي بالعمل وإذا فكرت في عمل دراسة استشارية لأي مشروع فلن تجد أمامها الاجهة استشارية حكومية فالحكومة كبيرة تحك جلدها الحكومي بظفرها الحكومي حكومتنا رغم كل الشعارات أخذت من الاشتراكية والرأسمالية كل العيوب وتركت كل المحاسن فهي اشتراكية في تملكها لكل وسائل الانتاج والعيش ورأسمالية في تحميلها الشعب تكاليف العيش والعلاج والتعليم أخذت من الاشتراكية تهويل الدولة ولم تأخذ (مجانية ) العيش للمواطن وأخذت من الرأسمالية أن لكل فرد بقدر ما يملك ولم تأخذ تمليك القطاع الخاص وسائل الانتاج حتى صناعة الاسلحة