مكارم الاخلاق صفة من صفات الانبياء والصديقين والصالحين بها تنال الدرجات وترفع المقامات وقد خص الله عز وجل نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم باية جمعت له محامد الاخلاق ومحاسن الاداب فقال تعالى : (وانك لعلى خلق عظيم ).
وان لحسن الخلق في الاسلام مكانة عالية وتتعدد النصوص في فضل الخلق القويم والحث على التحلي والتمسك به فلقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (اكمل المؤمنين ايمانا احسنهم خلقا ) سنن الترمذي.
دعت الشريعة الى مكارم الاخلاق من السخاء والايثار والعفاف والصبر والحلم وكف الاذى والوفاء و نصرة المظلوم واغاثة الملهوف والاحسان الى الجار وبر الوالدين واكرام الضيف والامر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة الى الخير واصلاح ذات البين والصدق في القول والامانة والعدل والتواضع توقير الكبير والرحمة بالصغير والاحسان للخلق والدفع بالحسنى واعطاء كل ذي حق حقه .فلاسلام دعا الى فضيلة ونهى عن كل رذيلة ونادى بتطهير المجتمع من كل منكر وفحشاء بغي محرم كالشرك والكذب والزور والظلم والبخل والجبن والخيان والسرقة والغش والنفاق ونهى عن الاخلاق الساقطة والصفات الرذيلة والاسراف البزخ والسخرية والاستهزاء والغمز واللمز والفساد.امرنا الاسلام بكل خلق شريف من بر وتقوى ونهى عن كل خلق دنئ من اثم وعدوان ..قال تعالى: (ان الله يامر بالعدل والاحسان وايتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي ).
يجب الاهتمام بتعاليم الاسلام ودعوة الى كريم الاخلاق الشريفة والسجايا الفاضلة والاخلاق هي عنوان الشعوب وقد حثت عليها جميع الاديان ونادى بها المصلحون فهى اساس الحضارة ووسيلة للمعاملة بين الناس وقد تغنى بها الشعراء في قصائدهم ومنها البيت المشهور لامير الشعراء احمد شوقي (وانما الامم الاخلاق مابقيت ***فان همو ذهبت اخلاقهم ذهبوا).
للاخلاق دور كبير في تغير الواقع الحال الى الافضل اذا اهتم المسلم باكتساب الاخلاق الحميد والابتعاد عن العادات السيئة لذلك قال رسولنا الكريم : (انما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق ). فبهذه الكلمات حدد الرسول الكريم الغالية من بعثته انه يريد ان يتمم مكارم الاخلاق في نفوس امته والناس اجمعين ويريد للبشرية ان تتعامل بقانون الخلق الحسن الذي ليس فوقه قانون .
ان التحلي بالاخلاق الحسنة والبعد عن افعال الشر والاثام يؤديان بالمسلم الى تحقيق الكثير من الاهداف النبيلة منها سعادة النفس ورضاء الضمير وانها ترفع من شأن صاحبها وتشيع الالفة والمحبة بين افراد المجتمع المسلم وهي طريق الفلاح والنجاح في الدنيا والاخرة.
حسن الخلق يوجب التحاب والتالف وسوء الخلق يثمر التباغض والتحاسد وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على حسن الخلق والتمسك به وجمع بين التقوى وحسن الخلق فقال صلى الله عليه وسلم : (اكثر ما يدخل الناس الجنة تقوى الله وحسن الخلق ) رواه الترمذي والحاكم.
وعد النبي صلى الله عليه وسلم حسن الخلق من كمال الايمان فقال صلى الله عليه وسلم : (اكمل المؤمنين ايمان احسنهم خلقا) رواه احمد وابو داود.
الاخلاص لله في هذا العمل ان تكون الاخلاق نابعة من الكتاب والسنة .فلا يكون صاحب الخلق يقصد به منفعة دنيوية فحسب بل يجب الاخلاص لله تعالى وان تكون الاخلاق وفق ما جاء في الكتاب والسنة .
قال عليه الصلاة والسلام : (ان اقربكم مني مجلسا يوم القيامة احسنكم اخلاقا ) رواه احمد والترمذي وابن حيان ..الله اكبر من منا لا يريد قربه عليه الصلاة والسلام .....اسال الله ان يجملنا بها..