صحيفة أهل القبلة في السودان
قال الله تعالى: ﴿ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا﴾
دين الله الذي جاء به أنبياؤه عليهم الصلاة والسلام، واحد يقوم على التوحيد والنبوة والمعاد، والعمل الصالح، تعددت الرسالات مع ظروف الزمان والمكان، وكان الرسل يبعثون إلى أقوامهم، ولكن الرسالة المحمدية كانت خاتمة وللناس عامة بما جعلها رسالة لأمةالإنسان.كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله علي وسلم يبينان أن في الدين ثوابت: هي التوحيد، والنبوة، والمعاد، أركان الإسلام الخمسة، وأركان الإيمان الستة.في فهم مقاصد الدين والتعامل مع المعاملات ومستجدات الزمان والمكان أختلف المسلمون وتنازعوا فتقسموا إلى فرق ومذاهب وجماعات، تتفق في الأصول وتختلف في الفروع، وبمرور الزمن تحول الاختلاف إلى تنازع اضرّ الإسلام وهدد وحدتهم نتيجة للتعصب للأراء والغلو في الدين.سداً لهذه المداخل التي ينفذ منها الشيطان، تنادى أهل القبلة في السودان لإبرام هذه الصحيفة وهي:أولاً: نحن أمة كتابها واحد ورسولها واحد وقبلتها واحدة، ونعلن التزامنا بالقطعي وروداً والقطعي دلالة من الكتاب والسنة، أما الظني وروداً والظني دلالة وما ليس فيه نص أصلاً فأمور اجتهادية تلزم أصحابها ولا تتعداهم.ثانياً: في بلادنا مجموعات غير مسلمة ويعيش ثلث المسلمين في بلدان اغلبيتها غير مسلمة، نحن نعترف بتنوع الأديان في بلادنا ونلتزم بحرية العقيدة لكل منا، والمساواة في المواطنة وننادي بالثوابت الدينية الآتية:* حرية العقيدة والضمير.* الالتزام بقطعيات الشريعة.* التسامح مع الاختلافات الاجتهادية بين أهل القبلة.*التعايش السلمي بين الأديان.ثالثا: كل حقوق الإنسان تتفرع من خمسة أصول ثابتة في هداية الإسلام هي: كرامة الإنسان، العدالة، الحرية، المساواة، والسلام، إننا نلتزم بهذه الأصول وننتصر لها .رابعاً: الجهاد في سبيل الله فريضة على كل مسلم ومسلمة وهو ماضٍ إلى قيام الساعة ويعني بذل الوسع كله في سبيل الله ويبدأ من جهاد النفس وما يوجب ذلك من رياضات روحية ومصافاة تجعل الإنسان قريباً من الله تعالى حتى يرى بنوره، قال تعالى: ﴿أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ* الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ﴾ ويكون الجهاد قتالاً لدرء الفتنة في الدين وفي صد العدوان، وإننا نعلم أن بعضاً من المسلمين يمارسون عنفاً عشوائياً احتجاجاً على مظالم حقيقية ولكن للقتال في الإسلام ضوابط:، فلا يستهدف المدنيين ولا العجزة ولا الاطفال ولا النساء *ورد العدوان ومقاومة الاحتلال واغتصاب الحقوق قتالاً واجب، ولكن الإرهاب الذي يصيب الأبرياء حرام.خامساً: ينهي الإسلام عن تكفير المسلم وهو أخطر أنواع التطرف والغلو وهو أصل البلاء وسبب استحلال الدماء والأموال والأعراض ولقد بليت به الأمة قديماً فأورثها بلاءً وشقاءً عانت منه قروناً، والواجب أن نمنع حدوثه مرة أخرى وكذلك علينا أن نعزل التكفيريين وأن ندمغهم بأقوى العبارات وأن نفعّل ونشرّع القوانين لمعاقبتهم على الطعن في عقائد الناس وعلى تجاوز اختصاص القضاء.سادساً: هنالك نظم استجدت تأصيلها إسلامياً يقوم على:* الرابطة الوطنية تحقق مصالح للسكان تنموية وإدارية وأمنية، نلتزم في أمرها بثوابت هي:*- سيادة الوطن ووحدته وعدالة توزيع السلطة والثروة بين أهل القبلة.*نبذ العنف في سبيل تحقيق الأهداف الدعوية والوطنية.تحقيق السلام العادل الشامل في البلاد.* الرابطة القومية تقوم على وحدة ثقافة ولغوية، وهي جزء من التنوع البشري، وينبغي الاعتراف به ولا غضاضة في ذلك، الغضاضة في العصبية.* الرابطة الإسلامية وهي في ظروفنا الراهنة تستصحب الوحدة الوطنية والقومية وتنظم أممية إسلامية جامعة، قال تعالى: ﴿إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ﴾ سابعا: النظام الدولي المعاصر نشأ من وحي المعاملات الإسلامية من معاهدات وائتمان ومعاملات للأسرى، وقد تطور مع منظمومة حقوق الإنسان في الحضارة الغربية، إن لهذا النظام في ديننا شرعية، قال تعالى: ﴿لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ﴾ (الممتحنة الآية
. وقوله تعالى: ﴿وَأَوْفُواْ بِالْعَهْدان العهد كان مسئولا)