بكري النور موسى شاي العصر
عدد المساهمات : 114 تاريخ التسجيل : 29/11/2010
| موضوع: قطن المتعافي ونهاية البشر والشجر والحجر!! الإثنين 4 يونيو 2012 - 16:47 | |
| محمد وداعة [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
يأتى قرار السيد/ وزير الزراعة دكتور المتعافى بزراعة القطن المعدل وراثيا ، والسماح باستيراد البذور قبل الحصول على اذن من الجهة الرسمية ، وهى هيئة البحوث الزراعية ( مركز السلامة الحيوية) ، دليل على أن قرار السيد الوزير نافذ بغض النظر عن الرأى العلمى للجهة المختصة، و قد قام السيد الوزير و حسبما اعلن بالغاء الاعتمادات المالية المخصصة لمبيدات ( القطن غير المعدل ) والبالغة 30 مليون يورو ، و هو قرار فى غاية الغرابة ، فماذا سيكون الحال اذا رفض مركز السلامة الحيوية زراعة هذا القطن ؟ فى حديثه للصحف عدد السيد الوزير مزايا التقنية التى سوف تزيد أنتاج الفدان من 2,5 قنطار الى 18 قنطار ، و هى زيادة كبيرة لم تتوفر بعد الارقام التى تسندها ، و أفاد سيادته أن التجارب فى السودان حققت نجاحا باهرا من حيث الانتاج ( دون ان يذكر ارقام) ، ولم يوضح السيد الوزير قيامهم بدراسة ورصد التاثيرات المحتملة على البيئة ، وهل تم وضع تصور وهياكل للامن البيولوجى؟ ووسائل الحماية للمزارعين والمتعاملين مع الحقل؟ – وهل هناك مخاطر محتملة لانتقال الجينات المعدلة من منطقة الى اخرى؟ ، خاصة وأن أهم المناطق المستهدفة (مشروع الجزيرة ) تستخدم الرى الانسيابى من ترع وقنوات ، وهل تم رصد تاثيره على الانسان و الحيوان ؟ ، و اثاره على البذرة والزيوت وعلف الحيوان؟ و قال سيادته ان زراعة القطن المعدل وراثيآ قرار سياسى، لكن اجازته قرار علمى ! كيف ؟ . ما لم يقله السيد الوزير هو كيف دخل المستثمر الصيني ببذوره المعدلة وراثيا ، و زرع و حصد في جبال النوبة؟ ما طبيعة القرار الذي دخل به المستثمر الصيني ؟ ، و اخطر ما قاله السيد الوزير عدم ولاية وزارته على اى مزارع في إجراء اى تجارب في مزرعته الخاصة ، بما في ذلك القطن المعدل وراثيا !! لم يكن السيد الوزير موفقآ فى حديثه لصحيفة التيار عندما قال أن التجارب العالمية كافية ، وأن الجينات لا تتغير بتغير الظروف والبيئة ، والثابت علميا حتى الان أنها تتغير و تنتقل من مكان الى آخر ( معهد حيدر اباد – الهند )، ومن الجيل الاول الى الجيل الثانى والثالث وهكذا ، ولا يوجد ضمان لأنتقال الصفات المرغوبة فقط ودرجة كثافتها – ومدى ثبات الية العمل لديها فى مقاومة وقتل الدودة الامريكية والافات الاخرى ، حيث تظل هناك مصداقية لاراء الخبراء التى تقول بان هذه الجينات المعدلة مسئولة عن ابادة كائنات دقيقة تعيش فى التربة ، وتأكيدهم أن هذا يهدد الآلية الميكانيكية للتربة ، و يؤثر على خواصها ، وكذلك على بعض الحشرات التى تتخذ من شجرة القطن حاضنة لها، و لعل اكبر المخاطر ان غالبية الابحاث حول هذه التقنية ، اعدتها نفس الشركات التى تنتج هذه التقانات ، هذه الحقائق رصدها مؤتمر مونتريال بكندا في عام 2001 م ، حيث حضره ما يزيد عن ثلاثمائة عالم يمثلون اكثر من 130 دولة ، اقروا ان هذه الشركات تقوم بتضخيم الفوائد المرتجاة ، و تقليل المخاطر المحتملة، و ان الثابت حتى ذلك العام ، أن القطن المعدل يتسبب فى الحساسية ، ووفقآ لذلك اقروا برونوكول الأمان الحيوي للتعامل مع المنتجات المعدلة وراثيآ و من ضمنها القطن . ثلاثة دول هي ، الولايات المتحدة الامريكية والصين والهند تنتج أكثر من 50%من الانتاج العالمى للقطن ، و 50% الاخرى تنتجها بقية دول العالم ( 97 دولة) من بينها باكستان وروسيا والبرازيل وتركيا والاتحاد الاوربى ومصر، والدول الثلاثة تدعم أنتاج القطن مما جعل المفاوضات في منظمة التجارة العالمية تصل الى طريق مسدود ،والسبب يعود الى ارتفاع تكلفة الانتاج فى البلدان النامية ومنها السودان ، و بالتالى عدم قدرتها على المنافسة فى الاسواق العالمية، و لم يفلح مقترح الاتحاد الاوربى لإصلاح تجارة القطن الصادر فى 2033 و الذى دخل حيز التنفيذ فى عام 2005 . كان على السيد الوزير الاقرار بأن السبب الرئيسى لهذا الاصرار من جانبه على زراعة القطن المعل وراثيآ ، يرجع الى فشل وزارته فى تطبيق السياسات الزراعية والحزم التقنية المعتمدة لزراعة القطن فى السودان ، حيث أن زراعة القطن تواجه مشاكل تبدأ من التمويل ، وتحضير الارض ، والتقاوى، والرى، والمبيدات ، والحزم التقنية ومواقيتها ، والارشاد الزراعى، و الاحباط . و بالرغم من عدم اهنمام وزارته بالبحوث و رصدها مبالغ ضئيلة للابحاث أفادت الأنباء بان هيئة البحوث الزراعية تمكنت من انتاج صنف جديد مقاوم للدودة الامريكية، وهو ما يحقق ذات الأهداف التي عجلت بقرار زراعة القطن المعدل وراثيآ ، دون التعرض للمخاطر المحتملة ، فلماذا العجلة ؟ انه ال Business )) ، او كما قال .
|
|