فرصتك يا عمر فشذاذ الأفاق يتحدونك .. !!
07-05-2012
شبكة أحرار
سيف الحق حسن
saifalhag.hassan@gmail.com
فى إحدى خطبه يوم الجمعة فى المدينة المنورة خرج أمير المؤمنين عمر بن
الخطاب رضى الله عنه عن سياق الخطبة وهو ينادى: (يا سارية الجبل … يا
سارية الجبل). كان سارية قائدا لجيش المسلمين فى بلاد فارس فقد سمع فعلا
صوت عمر رضى الله عنه يقول له: يا سارية الجبل، فاحتمى بالجبل وانتصر فى
الغزوة.
وقال عمر رضى الله عنه: (لو ان بغلة تعثرت في العراق لخشيت أن يسألني
الله عنها لما لمْ أسوي لها الطريق).
وفى ذات مرة قل له رجل: اتق الله يا عمر. فغضب بعض الحاضرين من قوله
وأرادوا أن يسكتوه عن الكلام، فقال لهم عمر: (لا خير فيكم إذا لم تقولوها
ولا خير فينا إذا لم نسمعها). وقاطعه أحدهم فى الخطبة قائلاً: لا سمع ولا
طاعة يا عمر، بسبب شكه فى ما سر لباسه الطويل. ولكن وضَح له أن ابنه قد
أعطاه نصيبه من القماش. فقال له بعدها: الآن السمع والطاعة يا أمير
المؤمنين. وقال مرة: أصابت إمرأة وأخطأ عمر.
والكثير من المواقف فى اعلاء كلمة الحق والحكمة والعدل والمساواة وحب
الخير وغيرها من الفضائل السامية والاعتراف بالذنب ودمغ الباطل وفضح
النفاق والكذب والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وقد عرف بعض العلماء ما عاشه عمر رضى الله عنه أنه تطبيق حقيقى لما يعرف
ب “فقه المسئولية”. والفقه فى اللغة تعنى المعنى الدقيق للشئ وليست
الدغمسة أو الجغمسة.
أعلمت يا عمر لما كان عمر رضى الله عنه حاكما عادلا إذن؟! لانه ببساطة
كان لديه احساس غير عادى بالرعية وحتى الحيوانات فأعانه الله لنيته
السليمة فى الحكم بالعدل والمساواة وحفظ كرامة الانسان. لم يكن لديه
زبانية أو بطانة تقف أمام بابه وتحجب عنه الجمهور ونور الشمس و تقنعه بأن
الأبيض أسود أو العكس.
لهذا كشف الله له الحجب لما يحدث للرعية ولو فى أبعد وأقرب نقطة واقصى
وادنى منطقة من الدولة بالرغم من عدم وجود أى تكنولجيا أو وسيلة إتصال.
وأجرى على لسانه كلمة الحق وعلى قلبه الحكمة وتصرفاته السكينة والاتزان
فأقام العدل و وفقه الله.
وأنت بالرغم من وجود هذه التكنولجيا ليس لديك تواصل مع رعيتك. فأقترح
عليك أن تعتكف اسبوعا واحدا فقط بعيدا عن ناس غندور ومندور وسوار وكل
الضارين المضرين ومن لف لفهما. ويكون معك جهاز كمبيوتر مع خط انترنت.
أدخل على المواقع الاسفيرية لترى بأم عينيك ماذا تكتب السلطة الخامسة
بالتحديد (الصحافة الإلكترونية) لأنها أصدق من السلطة الرابعة التى
جردتموها من لسان الحق. أنظر للتعليقات والمقالات ولوضع البلد المزرئ
وأطلع على احوال الناس.
سيتواصل معك جيل الشمس (حسب وصف المبدع الأستاذ فايز السليك)، الذين
نعتهم بشذاذ الأفاق. سترى كيف روح هؤلاء الشباب الذين هم أساس المستقبل
الذين لا تعير لهم وزن. شباب قد حطمت أماله وهشمت أحلامه بسياستكم
وإتيانكم غصبا على الكل وجثومكم اللعين في جسد الوطن. فكما ذكرت الأستاذة
أسماء الحسينى (الكاتبة والباحثة المصرية في الشؤون السودانية) في مقالها
“البشير ..خيارات البقاء أو الرحيل” [حريات/الراكوبة: 28-06-2012] إن كنت
قرأته، بتضييعك فرصتين لتخليص البلاد وإقامة توافق داخلي ومصالحة وطنية
لمشاركة الجميع وإقامة دولة ديمقراطية حقيقية. مرة عام 1999 عند
المفاصلة، أى بعد عشرة أعوام من حكمك إعترفت فيها أنك كان مغرر بك وكنت
خاتم في إصبع العراب. والمرة الثانية بعد إتفاقية السلام الشامل عام
2005. وأضيف ثالثة ثابتة، و فرصة أخري كمخارجة جمال عبد الناصر في
النكسة وخروجك بأذيال الخيبة بعد حدث فصل الجنوب الفاجعة 2011. ولا أدري
هل لهذا صلة بنوعية أو كثافة الدم!.
المهم فى الجمعة القادمة إنشاء الله ستعرف بالتأكيد من هم جيل الشمس ومن
هم شذاذ الأفاق. فإنهم لم يخرجوا لمهادنتك وموالستك أو كما تود للبيعة يا
أمير. فالبيعة بيعة عدوكا- وان مُتْ من تُخمة باكر ناس الشرق يبكوكا وناس
الغرب يبكوكا وناس الشمال يبكوكا وناس الجنوب يبكوكا، على رأى المبدع
القدال فى تاني ما بجيب سيرة الجنوب.
ولا أريد تذكيرك بما قلت أعلاه فتقدم التكنولوجيا قصر المسافات وسهل
التواصل وهذه فرصتك. والفرص لا تتكرر. فهل لك أن تتواصل مع هذا الشعب.
وبواسطة بريدك الكترونى وصفحتك فى الفيس بوك ستصلك من خلال الشرفاء من
الكتاب والمفكرين والصحفيين و المثقفين والمعلقين من أبناء بلدى الحادبين
على الوطن وناصري حقوق المواطن الصابر كل المعلومات من مظالم وشكاوي هذا
الشعب المظلوم المكلوم من سيادتكم وزبانيتكم. ستصلك أيضا أفكار ورؤى
ومقترحات لم ولن تخطر على بالك ولا بال من حولك ومن عقولهم مثلية.
فالمطلوب منك الرد ورأيك في هذه المعضلات والمشاكل.
لا أشك أن لديك الرغبة فى أن تصبح أميرا للمؤمنين، إذا جرب ولو
إلكترونيا. جرب الخلافة الحقيقية التى يجب أن يكون الأمير فيها خادما
للرعية وطوعهم فى كل لحظة. أحكم بنفسك ولنرى هل ستنام سيدي قرير العين
هانيها ونقول لك: ( حكمت فعدلت فأمنت فنمت ياعمر ) …