مثلها مثل مثيلاتها ، تنام مبكرا ان غشاها الليل ولا ( يكسر ) سكون نومها الاّ صراخ طفل رضيع أو نباح كلب ( ضال ) ولمّا يتجلى عليها النهار ويمحو آية ليلها يكون قد سبقه تجليا الذاكرين فيها والركع السجود فتتنزل رحمة الله بين حواريها وتكسو بيوتها سكينة وأمنا ،
رمى ( حلو ) بكل بطونه داخل حرمها وحوت الدباسين وبني جعل وضمت بين ضلوعها ، كسلا وبارا ودنقلة ثم سنجة ! وامتزجت دماء كل هؤلاء فأنتجت انسانا متفردا تحسبهم وكأنهم قد خرجوا من رحم واحدة ورضعوا من ثدي واحد .
غشاها العلم والتعلم مبكرا فرفع هامة بنيها أدبا وذوقا ، سخاءا وعطاءا ، تفرّد أهلها بالتكافل والتراحم فترمي يمين ميسورها بما لا تحس به شماله وبذلك كادت فوارق ( العيش ) تختفي بين ساكنيها .
أخذت من طبائع الريف أنبلها وامتصت حليب التمدن فصارت منارة من دخلها من ( المتريفين ) طاب له المقام فيها وان غشاها ابن المدينة وجد فيها ما تركه في حاضرته .
عندها تتقاطع الطرق شرقا وغربا ، يمينا ويسارا ، يقطعها ( العميد ) باعا فباعا وهو يولّي وجهه نحو الولي ، وتتفتح أسارير د. عبد الله عندها ان هو سار لابوسير ،ويتشرّف ود الأرباب بالنظر اليها عندما يحنّ لشرفت ، ويستريح لها بخيت قبل أن يعانق استرحنا ، ولا تصفو نفس السفاح الاّ عبرها وهو في طريقه لصافية ، وسينظر اليها ( الناظر) عندما يتوق لمحراب المحيريبة (( ولا عزاء لسلطان المنشية وبكري ( المدينة المنورة ))
قد يقول أحدكم في سره ( كلنا نهوى ونعشق من دُفنت في ثراها ( سُرته ) ) ولكن في حضرة ( مناقزة ) تنفك عقدة اللسان فيتدفق ( الكلم ) شلالات بلا منتهى ويُطّوع البنان البيان نثراَ وشعرا لا تسعه صحائف الورى و ..... وحيّاك الله مناقزة وحيّا أهلها في حلهم وترحالهم .
2
ا