تشكري الاخت روضه
جعلكي الله روضه من رياض الجنه
قال علي بن طلحة، عن ابن عباس قال: نزل النبي- صلى الله عليه وسلم- حين سار إلى بدر والمشركون بينهم وبين الماء رمله وعصة، وأصاب المسلمين ضعف شديد، وألقى الشيطان في قلوبهم الغيظ يوسوس بينهم: تزعمون أنكم أولياء الله تعالى وفيكم رسوله، وقد غلبكم المشركون على الماء، وأنتم تصلون مجنبين؟ فأمطر الله عليهم مطرًا شديدًا، فشرب المسلمون وتطهروا، وأذهب الله عنهم رجز الشيطان، وثبت الرمل حين أصابه المطر، ومشى الناس عليه والدواب، فساروا إلى القوم، وأمد الله نبيه- صلى الله علبه وسلم- بألف من الملائكة، فكان جبريل في خمسمائة مجنبة، ميكائيل في خمسمائة مجنبة".
ولاشك أن المس والسحر والعين هي من رجز الشيطان، والمطر علاج نافع له، وبالتجربة تجد أن المرضى يهربون من نزول المطر مباشرة على أجسادهم وإن كان الاغتسال بماء الزمزم نافع فمن باب أولى أن المطر أنفع، لأنه ماء مبارك والمطر من أسباب رحمة الله للعباد التي هي سبب من أسباب الشفاء.
ومن المرضى من شفاه الله من مجرد نزول المطر على جسده. الماء مضاد للنار أما مادة خلقهم فهي النار، بدليل قوله تعالى: ( والجان خلقناه من قبل من نار السموم ).(الحجر:27). وسميت نار السموم: لأنها تنفذ في مسام البدن لشدة حرها. وقال تعالى: ( وخلق الجان من مارج من نار ).(الرحمن:15)
والمارج أخص من مطلق النار لأنه اللهب الذي لا دخان فيه .
وفي صحيح مسلم عن عائشة - رضي الله عنها- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( خلقت الملائكة من نور، وخلق الجان من مارج من نار، وخلق آدم مما وصف لكم ).