حول العالم
أنبياء العرب الأربعة
فهد عامر الأحمدي
معظم أسماء الأنبياء تعود في أصلها ولفظها الى اللغة العبرية:
فآدم تعني الأرض بالعبرية אדם.
ونوح تعني الهادي بالعبرية נח.
وإدريس تعني المُكرِّس بالعبرية חנוך.
ولوط تعني المستتر לח.
وإبراهيم تعني الأب الرحيم אברהם.
وإسحق تعني الضاحك יצחק.
وإسماعيل تعني السامع لله ישמעאל.
ويوسف تعني فضل الله יוסף.
ويونس تعني الحمامة יונה.
وأيوب تعني المطيع بالعبرية איוב.
وأخيراً؛ موسى وتعني بالعبرية المنقذ משה.
.. وهذا وحده دليل على علاقة بني اسرائيل (من حيث الانتماء والجغرافيا والهامش الزمني) بالأنبياء والرسل.. كما أنهم الأكثر ارتباطا بالأنبياء الكبار كسليمان وموسى ولوط وعيسى عليهم السلام - لدرجة لم يتقبلوا فكرة خروج آخر الأنبياء من أحد غيرهم (خصوصا العرب الذين كانوا يقولون فيهم ليس علينا في الأميين سبيل)..
ورغم إنكارهم نبوة محمد صلى الله عليه وسلم إلا أن نبينا نفسه لم ينكر علاقتهم القوية بالرسالات السماوية فقال في حديث صحيح "حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج"..
وجاء عن أبي هريرة: كان أهل الكتاب يقرءون التوراة بالعبرانية ويفسرونها بالعربية لأهل الإسلام، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم وقولوا (آمنا بالله وما أنزل علينا وما أنزل على إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى.. الآية)..
... ومن المعروف أن الرسالات السماوية بدأت بآدم عليه السلام وانتهت بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم (وبينهم 23 نبياً ذكرهم الله في كتبه المقدسة).. وحسب مرويات بني إسرائيل بدأت الدنيا بآدم عليه السلام قبل بضعة آلاف عام فقط (ولهذا السبب ينكر اليهود المتدينون فكرة خلق الأرض قبل ملايين السنين ولا يصدقون بوجود الديناصورات أو شيء من الأحياء التي انقرضت في الماضي السحيق)..
أما بعد آدم فيأتي نوح الذي ظهر بين 3900 - 2900 قبل الميلاد ومات في زمنه معظم البشر بسبب الطوفان..
وبعده يأتي هود وصالح وإبراهيم (الذي ولد حسب التقويم اليهودي بعد 1948 عاما فقط من خلق الكون)!!
أما موسى وهارون فظهرا بين 1436 و 1316 قبل الميلاد..
وبعدهما ظهر خلال فترة قصيرة نسبيا كل من داود وسليمان وإلياس واليسع ويونس وزكريا قبل أن يولد عيسى عليه السلام (وقبل أن تختم الرسالات بظهور خاتم الأنبياء الذي ولد بعد عيسى ب600 عام تقريبا)!!
... على أي حال؛ قبل أن نختم نحن مقال اليوم دعونا نعقب بسرعة على بدايته:
فرغم أن أسماء معظم الأنبياء تعود فعلا لأصل عبري، إلا أن هناك أربع أسماء على الأقل لا يمكن إنكار أصلها العربي هي:
محمد (صلى الله عليه وسلم) وكان جديدا في زمانه وأتى على وزن مفعل (مثل مبجل ومكرم ومفضل) ودعاه جده بهذا الاسم كي يُحمد في السموات والأرض!
وهناك هود ومعناه (رفيق) وهو من العرب العاربة التي سبقت إسماعيل جدّ العرب المستعربة.. وهناك أيضا شعيب ومعناه بالعربية القديمة (المتفوق) وهو حمى موسى الذي زوجه إحدى بناته وسمِّي (متفوِّق) لأنه كان بارعاً في رعي الغنم منذ صغره.. أما الرابع فهو صالح الذي اشتق اسمه من الصلاح وهو عكس الفساد أو الخراب.
... وعروبة هذه الأسماء الأربعة يؤكدها قول الرسول الكريم لأبي ذر:
"أربعة أنبياء من العرب هود وصالح وشعيب ونبيُّك يا أبا ذر"!!