خطباء مساجد : يدعون لتعزيز ثقافة قبول الاخر وترسيخ قيم العيش المشترك في المجتمع السوداني في ذكري الإستقلال وميلاد السيد المسيح
دعا خطباء مساجد والدعاة إلي غرس قيم الحرية والكرامة وقبول الأخر والتعايش بين أبناء الوطن الواحد والتواصل الإنساني القائم علي حقوق المواطنة في ظل الدولة القطرية ، وهنئوا المسيحيين بعيد ميلاد السيد المسيح عليه السلام ، وإستلهموا ذكري إستقلال السودان من المستعمر لإرتباطها بميلاد السيد المسيح ، جاء ذلك في ورشة العمل التي أقامها المنتدي العالمي للوسطية فرع السودان حول دور خطباء المساجد في تعزيز ثقافة قبول الآخر وترسيخ العيش المشترك. إستهدفت عدد (50) من الدعاة والأئمة وخطباء المساجد بالعاصمة يوم الثلاثاء 30/12/2013م . وهدفت الورشة لتمكين خطباء المساجد من مادة معرفية حول ثقافة قبول الاخر وقيم العيش المشترك وكيفية التعامل مع الآخر ، وتمليكهم منهج وسلوك عملي للتعامل الأمثل المستند علي الكتاب والسنة مع الاخر ، وتبيان حقوق المواطنة وحقوق الإنسان وفق المنهج الوسطي . قدم الأمير عبد المحمود أبو رئيس المنتدي بالسودان أطروحة متكاملة في هذا الصدد تقوم علي ثلاثة أبعاد :
1. خطباء المساجد في المجتمع ودورهم في التنوير والتوعية .
2. الاخر ومشروعية وجوده .
3. ما هي القيم التي يمكن أن نؤسسها ونرسخها لقبول الاخر والعيش المشترك وفق المنهج الوسطي ؟ .
متناولاً الموضوع علي ضوء الكتاب والسنة وكيفية التعامل مع الاخر في إطار العقيدة وفي إطار المعاملة ، موضحاً أن حكمة مشروعية الجهاد رد العدوان ، وعدد الأمير أبو قيم قبول الاخر في الإسلام ( الحرية ، الكرامة ، الوفاء بالعهد ، صحيفة المدنية ، والدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة ، وفقه السيرة في التعامل مع الاخر ) مستعرضاً المنهج الوسطي الذي يقوم علي الاعتراف بالحق وتحليل الكلام بغض النظر عن مصدره ، وإستخدام لغة ومصطلح التدافع بدلاً عن الصراع ، وعملية تنزيل الاحكام وفق الواقع. مبيناً حقوق غير المسلمين في الإسلام في ( حمايتهم من الاعتداء، وحماية ضرورياتهم ، والعدل ، والتكافل الاجتماعي ، توفير حرياتهم الدينية والعمل والتعبير ، والوفاء بالعهد) . مستنداً علي قاعدة فقهية أن الحكم علي الشي فرع من تصوره أي أن الفهم الصحيح يقود للحكم الصحيح . ومشدداً علي الحاجة الماسة لفقه السيرة وإنزاله علي الواقع . وجاءت جل المداخلات تدعيماً للأطروحة وإضافة بعض الجوانب حولها ، من جانبه نبه الداعية الإسلامي عبد الباقي كركساوي لأزمة في الخطاب الدعوي خاصة من قبل بعض الجماعات المتشددة التي تأتي بأفكار مستورة ومذهب متطرف ومحاولة تطبيقها دون مراعاة للمجتمع السوداني وطبيعته المتسامحة ، وقد أشار أكثر من متداخل لضرورة وحدة الخطاب الإسلامي أمام الاخر وتضيق الفجوة بين المذاهب الاسلامية في إطار حسم الصراع الملي قبل الانطلاق للتعامل مع الآخر ، وذهب البعض لتحديد خصائص للداعية والخطيب الذي يتولي شأن هذه الدعوة المتمثل في إدراكه بفقه الاختلاف والمعاملة والواقع ومتطلباته . أما بقية المداخلات ذهبت في إتجاه التسأولات والإستفسار وطرح توصيات مباشرة حول الموضوع وكانت أهمها :
1. نبذ الفرقة والعنصرية والتعصب والتمايز علي اي أساس ومحاربة النمطية والحكم المسبق علي الاخر .
2. قبول الاختلاف والتعدد والتنوع كمدخل للمواطنة المتساوية القائمة علي إحترام الاخر .
3. الدعوة للسلام الاجتماعي وإحترام كرامة وحقوق الانسان خاصة الاقليات من صميم ديننا .
4. أن الدين الاسلامي في السودان نشر بالتسامح بدون حرب وعنف عن طريق المتصوفة ، وان التعصب والتكفير والتطرف عرض ودخيل علي التدين السوداني.
5. هنالك ضرورة للإهتمام بفقة السيرة في التعامل مع الاخر الملي وغير الملي .
6. أن الدستور الجديد للسودان الذي يشهد حراكاً في صناعته في هذه الفترة لابد أن يراعي كافة حقوق المواطنين وفق عقد إجتماعي يقوم علي المواطنة وأن لا تكون نصوصه تتعارض مع الاسلام .
7. أن تهنئة المسيحين بأعيادهم من صميم المنهج الصحيح للاسلام للتعامل مع الآخر وهذا ليس اعترافا بعقيدتهم .