من متطلبات الحياة الاساسيه وبشئ مسلم به تماما التغيير
او بصورة اصح التطوير والارتقاء سواء كان سالب او موجب علي حسب بئيه وثقافة الوسط المحيط بنا.
من عاش في فترات الماضي البعيد او حتي القريب يلاحظ التغير المستحدث تارة والناتج من حركة دوران الشمس والقمر تارة اخري ولعل المتابع لكل مناحي الحياة يلاحظ اختلافا بين نفس الشئ مع عامل تغير الزمن حتي لو نظرنا لانفسنا نجد ذلك بدون تمعن او تأمل. المتأمل لللهجة السودانيه يلمس كل انواع الاختلاف فيها بشكل ملفت للغايه ولعل اهم مرحله مفصليه في تاريخ اللهجة السودانيه كان الخطاب الشهير جدا للسيد الريس ومن خلاله استطاع ان يضع بصمته في حركة تغيير مفاهيم حول جدلية الفهم (قسمة ونصيب) فاصبح اول سوداني استطاع ان يطور بعض الشئ في استخداماتنا للغه التي كانت مبنيه في الماضي علي كلمات معينه لا تخدم تطور الحياة من حولنا واليكم امثله لذلك من خطاب السيد الرئس.
مفهومنا لكلمة (النط ) او ( القفز ) في السابق اصبحت الان لا تتواكب مع التعبير هذه الايام (فالنط ) هي حركة خفيفه لا تتجاوز خطوة او خطوتين حتي القفز فهو اعلي من النط بشبر او ذراع علي اعلي تقدير فاصبح مجتمعنا يحتاج لكلمة تعبر عن النط بصورة اعمق واكبر وخاصة في وجود بصات الوالي و صفوف الخبز فاذا اردت ان تلحق بحرامي سرق موبايلك في السوق العربي او الاستاد فانت هنا لا تحتاج الي ( نطه ) او حتي ( قفزة ) للحاق بذلك الحرامي ، فهنا كان لابد من ادخال كلمة جديده ضروريه للحاق ببص الوالي او الوصول الي شبابيك التذاكر في الاعياد او وقوفك امام بوابة احد المخابز فكان لابد من وجود تعبير اخر الا وهو كلمة ( وثبة ) . فبص الوالي يحتاج لوثبه وحصولك علي وظيفه يحتاج لوثبة والكثير الكثير الذي اصبحت كلمة ( نطة ) لا تتواقف معه. فنقول مثلا وثب فلان اي انه نطة نطة قويه حتي وصل الي البص وحجز مقعده ، وكذلك اوثب فلان اذا وصل الي مبتغاه في شراء قطعة خبز. ونقول كذلك وثبك الله بمعني حقق امانيل التي اصبحت فوق سقف التحقيق في هذا الزمن.
من الامثله الاخري في سماء لهجتنا تغيير مفهوم كلمة ( حبل ) ثلاثية الاحرف في زماننا هذا اصبح الحبل لا يقوي علي الصمود فكانت كلمة ( احابيل ) وهي جمع دشدشه مبني للفهم لا محل لها عند الشباب ، قد يستاءل سائل لماذا لا تستخدم كلمة جنزير بدلا من حبل لقوته وصموده ولكن نقول للفريق الذي يتبني هذا الموقف ان كلمة جنزير محرمة دوليا من منظمة حقوق الانسان لقسوتها وفيها اهانه للانسانيه فاصبحت عبارة احابيل الانسب. في بعض مناطق السودان وخاصة الاجزاء الوسطيه منه هنالك مفهوم اخر للاحابيل فهي تدل علي جمع ( حبلي ) و خاصة ان المجتمع في هذه الاجزاء ملئ بالحوامل بقصد او بدون قصد فكل المعنيين صحيح فتقول هذه امراءة حبلي و هؤلاء نساوين احابيل ، فاشتقت احابيل من حبلي .
هناك الكثير من الكلمات التي لا يسع المقال لذكرها هنا فاكتفينا بهذا القدر علي سبيل التوضيح لا الحصر . ولمذيد من الاطلاع الرجاء مراجعة خطاب الريس.
هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
في خاتمة المقال التحيه لكل احابيل بلادي وربنا يوثبكم بالسلامه انشاء الله.