ما مشيت لى حاجة (سعدية)؟
- مالا عندها شنو؟
- مش وقعت من (الركشة) وإتظلطت و(خيطو) ليها راسا تلاته (غرز)؟
قال ليك ..
بعد أن اكتمل عدد المشتركات فى الصندوق (الماسكاهو حاجة سعدية) قررت أن تذهب لتسليمه إلى صاحبة (الصرفة الأولى) فقامت بوضع (القريشات) فى (كيس نايلون أسود) ولفها بعناية حتى لا يستبين ما بداخلها ثم أوقفت (ركشة)..
- ماشة وين يا حاجة؟
- ماشة ليا يا ولدى لى ناس زيارة قدام محطة (جامسكا) فى الثورة!
وإنطلق سائق الركشة وهو مندمج مع الأغنية التى يبثها (المسجل) بصوت عال وأخذ شارعاً جانبياً ثم آخر حتى صار بعيداً عن شارع الظلط الذى من المفترض أن يسلكه مما حدا بحاجة سعدية أن تقول له:
- يا ولدى إنت ماشى بى وين؟ أنا بى هنا ما بعرف السكة!
- يا حاجة إنتى مش ماشة (جامسكا)؟ أنا خلاص بوصلك!
استمر سائق الركشة فترة من الوقت (يدخل بى زقاق ويطلع بى زقاق تانى) حتى توقف أمام أحد المنازل وقام بالضغط على البورى ففتح باب المنزل (3 ضلف) لتدخل الركشة وبداخلها (الحاجة سعدية)! التى تفاجأت بوجود عدد من (الشباب) يلتفون حولها تفوح منهم رائحة (الخمر) و(الدخان)
يا وليداتى أنا (مرا كبيرة) عاوزين منى شنو؟
- (مشيراً إلى طشت كبير): ما عاوزين منك شئ يا حاجة بس نضفى لينا (الكمونية) دى!
كان الطشت (مليان لى عينو) بالمصارين و(الكرشة) و(العفشة)، وضعت (حاجة سعدية) الطشت أمام (الماسورة) وهاك يا (نضافة)، على الرغم من أن كمية (الكمونية) التى فى الطشت من الواضح انها لأكثر من (بهيمة) إلا أن (مهارة) حاجة سعدية قد ساعدتها فى إنجاز المهمة فى وقت قياسى مقداره ساعتان بالتمام والكمال!
- (وهى تستعدل ثوبها) أها يا وليداتى رجعونى حتتى!
- (أحدهم يناولها كيس أسود): يا حاجة معقولة تفكينا (عكس الهوا) كده وتمشى؟يعنى (الكمونية) دى ناكلا (نيه)؟
قامت حاجة سعدية بفتح الكيس الذى يحتوى على (الفحم والبصل والصلصة والبهارات)، جلست على (البنبر) المتآكل من جديد، (ولعت نارا) وبدأت فى (حش البصل) ثم (دق التوم) والفلفل..
- أها يا وليداتى.. لى (الصلصة) كبيتا ليكم فيها.. خلاس ودونى لى اهلى الواطه (فللت)!
- خلاس يا حاجة تعالى أركبى نوصلك..
على مشارف الحى قام سائق الركشة بإنزال (حاجة سعدية) التى إتجهت صوب منزلها بينما انطلق (السائق) عائداً إلى ( شلته)..
- مالك يا حاجة إتأخرتى وجاية (فترانة) كده؟
- كيفن ما اجى فترانة وتعبانة؟ ومنضفه (كمونيت) الدنيا والعالمين!!
- أجى (كمونيت) شنو ياحاجة ما قلتى ماشة تودى قروش (الصندوق) الوداك للكمونيات شنو؟
وبعد أن قامت حاجة سعدية بسرد (الحكاية) وسط دهشة الحاضرين خاطبتها حفيدتها (الطالبة) قائلة:
- والله يا حبوبة بركة البقت على (الكمونية) مع الحاجات البنقراها فى الجرائد دى!
لما كان من الضرورى تسليم مبلغ (الختة) لصاحبتها فقد قامت (حاجة سعدية) بإرتداء ملابسها فى عصر اليوم التالى ثم قامت بوضع (القريشات) فى (كيس نايلون أسود) لفته بعناية حتى لا يستبين ما بداخله ثم أوقفت (ركشة)..
- ماشة وين يا حاجة؟
- ماشة ليا يا ولدى لى ناس زيارة قدام محطة (جامسكا) فى الثورة!
وإنطلق سائق الركشة بالشارع الرئيسى الذى بعد أن تحرك قليلاً وجده مغلقاً فى منتصفه بسبب بعض الإصلاحات فاضطر إلى أن ياخذ شارعاً جانبيا ثم آخر وعندما إنتبهت (حاجة سعدية) إنو (الشوارع ما ياها) قذفت بنفسها من الركشة وهى تصيح:
- وحات الله ما بقدر على الكمونية تااانى!!