هذه الخطبه التي ألقاها الحبيب أدم أحمد يوسف نائب الأمين العام لهيئة شئون الانصار
بمسجد الهجرة بودنوباوي يوم الجمعه 27/9/2013 الموافق 21/ذوالقعده 1434هجريه
الحمد لله الوالي الكريم والصلاة على سيدنا محمد واله مع التسليم
قال تعالى
طسم * تلك ايات الكتاب المبين *نتلوا عليك من نبا موسى وفرعون بالحق لقوم يؤمنون * ان فرعون علا في الارض وجعل اهلها شيعا يستضعف طائفة منهم يذبح ابناءهم ويستحي نساءهم انه كان من المفسدين* ونريد ان نمن على الذين استضعفوا في الارض ونجعلهم ائمة ونجعلهم الوارثين*ونمكن لهم في الارض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون)
الفرعونيه ايها الاحباب هي صفه لكل حاكم يستكبر في الارض ويستضعف شعبه ويتجبر ويتغطرس ، والحكام الذين جاءوا على ظهور الدبابات ومن شايعهم على نهجهم الانقلابي هم الذين يمثلون دور فرعون وهامان وجنودهما وهم الذين يتنعمون على حساب عرق ودماء الشعوب الكادحه المناضله من اجل الحصول على لقمة العيش الكريم وهم دائما يعيشون في بروج عاجيه لا يحسون بألام الفقراء والمستضعفين. وفي اثناء قيام الثورة الفرنسيه اطلت السيده ماريا انتوانيت من على شرفة قصرها فرأت الكادحين يهتفون ويتظاهرون فسألت ماذا يريد هؤلاء ؟فقيل لها انهم يشتكون عدم الخبز فقالت لماذا لا يأكلون الباسطه ويشربون الحليب اذا تعذر عليهم الخبز:
وحقا الاستبداد ملة واحده والطغاة تتشابه قلوبهم وعقولهم ، بالامس عندما قرر حكامنا زياده مغلظه بلغت 100% على اسعار المحروقات حتى وصل سعر جالون البنزين الى 21الف جنيه والجازولين الى14الف جنيه لم يقرروا ذلك فحسب بل اساءوا للشعب بعبارات مسيئه ومهينه حيث تهكم كبيرهم على الشعب بقوله : انتم لم تكونوا تعرفوا الهوت دوق قبل مجئ الانقاذ وقال اخر لقد كثرت اماكن صناعة البيتزا في عهد الانقاذ، ما اشبه هذه العبارات بما قالت السيده ماريا انتوانيت .
سيدي الرئيس والسيد وزير الماليه ان شعبكم لم يشبع من (الفته والعصيده ) لماذا تستفزونهم بما تأكلون في قصوركم وبروجكم العاجيه التي بنيتموها من عرق ودماء هؤلاء الفقراء المستضعفين من الرجال والنساء والاطفال الذين لا يستطيعون حيلة ولا يجدون ملجا الى هجرة قسريه يتحسن فيها وضعهم الاقتصادي والاجتماعي حيث اصبح الوطن في عهدكم طارد لكل الشرفاء ولكنا سنظلوا فيه بلسان حال يقول
بلادا عشقناها على كل حالة وقد
يعشق الشئ الذي ليس بالحسن
وقد تستطاب الارض لا هواء بها
ولا ماءها عذب ولكنها وطن
انه وطن الجدود الذي حرروه من الاستعمار بدماءهم الطاهرة الذكيه وورثوه لنا مليون ميل مربع ولكن بسياساتكم الرعناء وتصرفاتكم الهوجاء فرطتم في ترابه الغالي وزرعتم بين ابناءه اسباب الفرقه والشتات والعنصريه البغيضه فأصبح الناس شعوبا وقبائل لا ليتعارفوا ولكن ليتباغضوا ويتناحروا و يتخاصموا ويتقاتلوا. العيش اصبح مستحيلا وسبل الحياة اغلقت تماما وصار الناس في حيرة من امرهم والحكام يتمادون في طغيانهم وغيهم وذلك بازلال الشعب وارغامه على قبول تلك الزيادات المرهقه على كاهل المواطن الزيادات لم تكن في سلعه اوسلعتين بل هي زيادات لكل ما يطلبه المواطن من سلعه ضروريه يستهلكها يوميا. طلاب المدارس والجامعات يحتاجون لمصاريف يوميه ربما تكلف ولي الامر مئات الالاف يوميا وعلاج المرضى يكلف ملايين الجنيهات لقد وصل المواطن السوداني الى طريق مسدود في حياته اليوميه واصبحنا اسوأ حالا من اولئك الذين كانوا في عهد التركيه المستعمره فالاستبداد صنو الاستعمار بل استبداد اهل الانقاذ اسوأ من اي احتلال واستعمار جثم على صدور الشعوب نسأل الله الخلاص ولبلادنا الحمايه من الفتن والمحن ما ظهر منها وما بطن
الخطبه الثانيه
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وصحبه ومن والاه
ولينا على امة محمد لنسد لهم جوعتهم ونوفر لهم حرفتهم فان عجزنا عن ذلك اعتزلناهم
مقولة قالها عمر بن الخطاب منذ اكثر من خمسة عشر قرنا من الزمان، وهذا يعني ان الاسلام يطالب الحاكم بتوفير لقمة العيش والمهنه للمواطن فاذا لم يسطع ذلك ينبغي عليه ان يترك الامر للذين هم اهل له والمؤسف حقا ان هذا النهج العمري لم ينتهجه حكامنا الذين يدعون انهم يحكمون وفق الشريعه الاسلاميه ، ففي بلادنا السودان اليوم الحكام هم الذين يتنعمون بلذيذ العيش ورفاهية الحياة ونعيم الدنيا والسبيل الى الغنى هو ان تكون مسئولا حكوميا اما عامة الشعب فهم المعذبون في الارض الذين تفرض عليهم الضرائب الباهظه والاتوات المرهقه والجمارك المعجزه وفوق ذلك اسعار السلع الضروريه التي يستخدمها المواطن يوميا جحيما لايطاق فاصبح المواطن حاله حال بني اسرائيل في اعوام التيه وبعد هذا كله تجد الاستخفاف بالمواطن الذي هو السيد فوق كل سيد . والاستخفا بالمواطنين هو نهج فرعوني فقد كان فرعون يقول قولا فيه استخفاف بعقول الناس حيث قال لهم ما اريكم الا ما ارى وما اهديكم الا سبيل الرشاد ورغم هذا لم يعترضه معارض من قومه على الرغم من ان حديثه يفتقد الموضوعيه والمنطق لذلك تمادى في غيه حتى قال لهم انا ربكم الاعلى . وما اكثر الفراعنه في زماننا هذا فقد اطل علينا وزير الماليه في الصفحات الاولى من صحف السبوع المنصرم بعناوين مستتتفزه للمواطن حيث قال وبالحرف الواحد(البيوت زمان كانت شينه والناس بتسمع باليتزا) والقصد من ذلك هو تهيئت المواطن لقبول زيادة اسعار الوقود وقال ان الشعب يرفض التغشف بعد حياة الرفاهيه ويقصد بالرفاهيه كثرة اماكن انتاج البيتزا والسيارات الفارهه . استحلفكم بالله هل يوجد حديث فيه استخفاف بعقول المواطنين اكثر من ذلك؟ فاذا قبلنا هذا الحديث يكون قد استخفنا فاطعناه . الانقاذيون عندما جاءوا في 30يونيو من العام1989 قالوا جئنا لرفع المعاناة عن كاهل المواطن وقالوا لولا مجيئنا لكان سعر الدولار عشرون جنيها ووعدوا الناس بدخول الجنه اذا ناتوا في حرب الجنوب ومن بقي على قيد الحياة سيعيش حياة الرفاهيه والنعيم . واليوم نترك الحكم للمواطن السوداني ليقول كلمته نقول ان ثلث سكان السودان قالوا كلمتهم بانفصال الجنوب وثلث اخر قالوا كلمتهم بالهجرة الى خارج البلاد والثلث الباقي حاله تغني عن سؤاله. لقد اصبحت الحياة جحيم لايطاق ،المواطن صار همه لقمة العيش ،اهل البيت كلهم بخرجون في الصباح الباكر من اجل توفير لقمة العيش،انشغل الناس جميعهم بالاكل والتعليم والصحه فقد تخلت الحكومه تماما عن اي دعم يخص حياة المواطن . المواطن يشتري كل شئ مستورد او محلي بسعره الحقيقي فلا دعم لاي سلعه من السلع فقد وصل سعر كيلو اللحمه ال60الف ورطل اللبن الى 4الف والفاكهه اصبحت ضرب من المستحيل ولسان حال الفقير يقول لها صبرا فان موعدنا الجنه، واخيرا يفاجأ المواطن بزياده في سلعه حيويه تدخل في زيادة كل السلع الا وهي سلعة الوقود الذي يترحل به كل السلع فزيادة الوقود تعني زيادة كل السلع فقد وصل سعر جالون البنزين الى21الف جنيه والجازولين الى14الف جنيه اي بزيادة100% ومهما برر المسؤولون هذه الزيادة فان الحقيقه تقول هي عبء على الفقراء والضعفاء قبل غيرهم فهم الذين يقع عليهم العبء الاخير . النظام يفرض ضرائب وجمارك واتوات كثيرة على المواطن الضعيف وكل ذلك لتحسين وضع الدستورين والمسوؤلين في النظام الحاكم، ان اكثر من ثلاثه ارباع الميزانيه يذهب للفصل الاول من رواتب ونثريات وتحسين اوضاع الدستوريين والتنفيذيين وتمكين النظام في سدة الحكم ، ومحسوبي النظام يجدون تسهيلات لتسيير اعمالهم في كل المجالات وغيرهم اذا كان مزارعا فمصيره السجن لعدم مقدرته على سداد تكاليف مدخلات الانتاج واذا كان تاجرا فالضرائب والجمارك تقف دون استمراره في مهنة التجارة واذا كان موظفا فيذهب الى ما يسمى بالصالح العام واذا كان خريجا فلا وظيفه الا لمحسوبي النظام وهكذا تغلق ابواب الرزق في وجوه المعارضين . ان الذي يجعل الانسان في حيرة من امره هو ان الذين يتولون الحكم في بلادنا يقولون انهم جماعه اسلاميه بل يدعون لتحكيم شرع الله في بلادنا ،ان شرع الله الذي يعلمه القاصي والداني هو تقوى الله والتي فسرها سلفنا الصالح بقولهم اي تقوى الله الخوف من الجليل والعمل بالتنزيل والرضاء بالقليل والاستعداد ليوم الرحيل فهل ينطبق هذا على حكامنا؟ هل اقتدوا باولئك السلف الصالح امثال عمر بن الخطاب الذي جاءت زوجه تطلب الحلوى فتعذر لها عن عدم استطاعته لشراء الحلوى وعندما وفرت من مصاريفها لتشتري الحلوى قال لها لقد نبهتيني ردي تلك الزيادة من المصاريف لبيت المال، فصاغ شاعر النيل حافظ ابراهيم تلك القصه في قوله
ان جاعوا في شدة قوم شاركتهم في الجوع
او تنجلي عنهم غواشيها
جوع الخليفة والدنيا بقبضته في
الزهد منزلة سبحان موليها
يوم اشتهت زوجه الحلوى فقال لها
من اين لي ثمن الحلوى فأشريها
واقبلت بعد خمس وهي حاملة
دريهمات لتقضي من تشهيها
فقال نبهتي مني غافلا هذي الدراهم
اذ لا حق لي فيها
ما زاد عن قوتنا فالمسلمون به اولى
قومي لبيت المال رديها
فهل سمع حكامنا بعمر بن الخطاب؟ وهل قارنوا بينهم وبين حكام الدول الديمقراطيه في الغرب؟.
(ما لكم كيف تحكمون* افلا تذكرون )
لا تجمعوا ما لا تأكلون ولا تبنوا ما لا تسكنون ولا تنافسوا فيما غدا عنه تزولون وارغبوا فيما اليه تصيرون وفيه تخلدون.
اأيها الأحباب في يوم الثلاثاء الماضي خرجت جماهير غفيره من العاصمه وبعض مدن الولايات الاخرى خرجت في مظاهرات تندد بالزيادة في أسعار الوقود وكل السلع الاخرى وقوبلت هذه المظاهرات بعنف شديد راح ضحيته عدد كبير من الشهداء والاف من الجرحى أولا نترحم على ارواح الشهداء ونسأل الله الشفاء للجرحى .إزا هذا الحدث نقول
من حق المواطنين أن يتظاهروا ويتجمعوا في الساحات والطرقات والقانون والدستور يكفل لهم ذلك ومن حقهم أن يعترضوا على الزيادات التي فوق طاغتهم لأن الله لايكلف نفسا الا وسعها وقد كلفت الحكومه المواطنين ما لا طاقة لهم به وعندما خرجوا ليعبروا عن سخطهم قوبلوا بالضرب بالرصاص الحي مما أدى الى إستشهاد عدد كبير جدا حتى الان لم تعرف الحصيلة النهائيه .
نرجوا أن يعبر المواطنون عن آرائهم سلميا ونحن ضد إتلاف ممتلكات الشعب وضد السلب والنهب ولكن أن يعبر المواطنون عن سخطهم وغضبهم فهذا من حقهم ونقول للحكومه أن تستجيب لمطالب الشعب المشروعه وهي إلغاء تلك الزيادات التي فوق طاقة كل المواطنين وإعطاء المواطنين حق التعبير السلمي فقد ولى عهد الكبت والإرهاب وما عاد للحكام أن يقهروا شعوبهم فالنصر والحريه للشعب السيد فوق كل سيد .
اأيها الأحباب لقد تعودت بعض الصحف ان تتعامل مع ما يقول الحبيب الامام الصادق المهدي بنهج( ويل للمصلين). ونهج( ولا تقربوا الصلاة.).
اأقول ذلك وقد تحدثت بعض الصحف عن لقاء الامام في صالون الصحافه والسياسه عن هذه الاحداث بعبارات مبتورة . نعم طالب الحبيب الامام بسلمية المظاهرات وعدم تخريب ممتلكات المواطنين وهذا شئ يقول به كل عاقل ولكن لحديث الامام بقيه مثل( من حق المواطنين أن يتظاهروا ويتجمعوا في الطرقات والساحات وأن يرفعوا شعارات تطالب بالتغيير )وقد ألغى الامام رحلته المقررة لحضور ورشة نادي مدريد لمتابعة الأحداث وتوجيه الرأي العام للوصول الى مخرج يجنب البلاد ويلات الحروب الاهليه التي إنتظمت معظم بلاد العالم الثالث.
بإسم الشعب وبإسم عشاق الحريه والديمقراطيه نقول لا لقتل للمتظاهرين ولا لغلاء الأسعار وعلى الحكومه أن تتراجع عن القرارات غير السليمه.
اللهم جنب بلادنا الفتن ما ظهر منها وما بطن.