تناقضات العمل السياسى
نواصل سلسلة تناقضات السلفيين وفى هذه الحلقة نناقش تناقضات العمل السياسى للسلفيين
1 - يتميز السلفيين والمجموعات التى تنتمى اليهم بأنهم مجهولى الهوية السياسية بمعنى انهم ليست لديهم رؤيا سياسية ولا ينتمون الى مدرسة سياسية محددة فعلى سبيل المثال يؤيدون النظام الملكى فى السعودية والنظام العسكرى فى مصر والمؤتمر الوطنى فى السودان
(ومن المدارس السياسية المدرسة الليبرالية ,المؤتمرات الشعبية , النظام الملكى , النظام العسكرى , المدرسة الاشتراكية , المدرسة الديكتاتورية , المدرسة المصلحية , المدرسة الجبرية.)
وعندما حاولو الدخول فى العمل السياسى فى الهدف الخامس لم يوضحوا الرؤيا التى يريدون أن يحكموا بها
يقول جماعة أنصار السنة فى الهدف الخامس
(إرشادهم إلى أن الحكم بغير ما أنزل الله هلكة في الدنيا وشقوة في الآخرة، وأن الله أعلم بمصلحة عباده حيث أنزل لهم شرعا يحيط بهذه المصلحة من جميع جهاتها. فكل مشرع غيره في أي شأن من شئون الحياة فهو معتد عليه سبحانه منازع إياه في حقوقه التي ينبغي أن تكون له خالصة. وقد سمَّى ذلك شركًا بقوله بهذا الأسلوب الإنكاري المبين {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ } [الشورى:21.{
[اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ } [التوبة:31.{
فإنهم عظموهم وقدسوهم تعظيم الرب وتقديسه، وذلوا لهم لما شرعوا لهم مما لم يأذن به إذ يتعبدون بما بشرعونه لهم ومن زعم لنفسه حق التشريع فقد أعظم الفرية على الله ونازعه رداء الهيمنة على الخلق. وإن استجاب أحد لهذا المدعي كان متخذا له ربًا، وكان من المشركين {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} [المائدة:44.{ )
انتهى الهدف المتعلق بالحكم
2 - شاركوا فى السلطة بالسودان بدون رؤيا ولا ندرى ما الهدف من تولى مناصب دستورية فى حكومة السودان بدون رؤيا , هل المشاركة كانت لتحقيق مكاسب شخصية .
3 – يوم 9/5/ 1998 أصدر طلاب أنصار السنة بالجامعات والمعاهد بيان حول دستور جمهورية السودان
من الفقرات التى جاءت فى البيان (يجئ هذَا البيان أداءا للأمانة وتبرئة للاسلام من هذَا الدستور المسخ........)
ختاما ( اذَا كان هذَا الدستور علمانيا – وهو كذَلك – فالمشاركة فى الاستفتاء تعد جريمة
اذَا كان اسلاميا فلا يجوز فيه الاستفتاء لقوله تعالى (ما كان لمؤمن ولا مؤمنة اذَا قضى الله ورسوله امرا أن يكون لهم الخيرة من امرهم....) انتهى
الدستور المعنى صدر يوم 29/3/1998
يتكون الدستور من تسعة أبواب ومائة وأربعون فقرة
والاسئلة التى تفرض نفسها
أ – هل لديهم رؤيا لدستور للحكم؟
ب – اذَا كان الدستور مسخا أو علمانيا فلماذَا يشاركون فى السلطة؟
ج - اذَا لم تكن لديهم رؤيا سياسية ورؤيا للدستور فهل نعتبرهم هواة للتناقضات ؟
4 – مجموعة من مجموعات السلفيين تسمى نفسها جمعية الكتاب والسنة اصدرت كتابا باسم المنهج العلمى والعملى فى الدعوة الى الله وفى صفحة 67 ( لا يجوز مجاراة الاحزاب العلمانية فى سياساتها وخططها وتنظيماتها فى العمل الجماعى الشرعى لما فى ذَلك من التشبه بالكفار اذَ هؤلاء العلمانيون انما يأخذَون نظمهم من الكفار)
وفى صفحة 64 من نفس الكتاب (وقد أخفقت كثير من التنظيمات الدعوية لما جعلت غايتها ابراز قوة التنظيم والسيطرة على الاتباع بالتحكم فيهم بعدم فعل شئ الا باذَن القيادة )
وفى صفحة 64 من نفس الكتاب (لا نجاح لأى عمل جماعى ما لم يكن قائما على تحكيم الشرع وتقديمه على اللوائح التنظيمية)
من الفقرات أعلاه يتضح أنهم يحتاجون الى كورسات مكثفة فى الادارة للتمييز بين العمل الادارى وعبارتهم (العمل الجماعى الشرعى)
5 – الشيخ عبدالرحمن عبدالخالق من الكويت من دعاة السلفية يرى طريقة مختلفة تماما عن رؤياهم المتناقضة فى كتابه المسلمون والعمل السياسى أدناه مقتطفات من كتابه
المسلمون والعمل السياسي
تعريف بالكتاب
يختلف الدعاة اليوم حول العمل السياسي، وخاصة ما يتعلق منه بمجالس التشريع في الدول (الديمقراطية) وتكوين الأحزاب السياسية من منطلق ديني، وتكوين الاتحادات والنقابات والهيئات، والتجمعات، وكذلك حول دخول الدعاة والعلماء في المعترك السياسي من حيث نقد الحكام، وتوجيه مسيرة الأمة، وكذلك قد وصل الاختلاف بين الدعاة إلى تولي المناصب القيادية في الحكومات الإسلامية المعاصرة ومدى موافقة هذا أو مخالفته للإسلام الصحيح.. الخ.
وهذه الرسالة على صغر حجمها تجيب الإجابة الشافية بحول الله وتوفيقه على كل ذلك.
إنها منطلق جديد للدعوة إلى الله)
اللهم اجعل هدفنا مكارم الاخلاق على مستوى الفرد والاسرة والدولة ووفقنا للرؤيا الموحدة